يبدو أن روسيا بدأت تحصد ثمن تدخلها العسكري منذ أيلول 2015 في سوريا الى جانب النظام السوري للقضاء على الثورة السورية، وذلك من خلال دخولها الاستثمارات السورية بكافة المجالات ، وحصول الشركات الروسية على عقد انتاج الفوسفات من المناطق الشرقية في سوريا لمدة خمسين عاما، الى استئجار ميناء طرطوس لمدة 49 عاما ثم مشاريع البناء في دمشق والعديد من المحافظات وصولا الى المشاريع السياحية التي تقوم روسيا بننفيذها حاليا في منطقة الساحل السوري.
وفي هذا الصدد، أكد وزير السياحة السوري “محمد مرتيني ” تنفيد مشروعيين روسيين في منطقة الساحل السوري حيث قال الجمعة في حديث لوكالة سبوتنيك الروسية “هناك مشروعيين روسيين تم تنفيذها في الساحل السوري، يتمثل الاول منهما “باقامة مجمع سياحي من فئة أربع نجوم، يضم فعاليات سياحية تجارية وترفيهية متنوعة، أما المشروع الثاني هو اعادة تأهيل “المنارة السياحية” في محافظة طرطوس وتطوير الموقع العام لإقامة منتجع وشاليهات وفعاليات متنوعة.
ويقول خبراء ومراقبين لمرصد لمينا، ان روسيا قد صبت كافة جهودها الدبلوماسية والسياسية والعسكرية من أجل تأهيل النظام السوري، وبقائه في الحكم، وذلك للحفاظ على مكتسباتها الاقتصادية في سوريا، وتحيين الفرص من اجل قطاف ثمار الصفقات التي حصلتها منذ تدخلها في سوريا، وذلك يصب ايضا في اطار التنافس الاقتصادي مع الجانب الايراني على الموانئ والموارد، لاسيما ان موسكو انتزعت ادارة ميناء طرطوس، بعدما اخذت ايران ميناء اللاذقية لمدة طويلة، ويعني هذا أنه لم يبق لدى النظام اي ميناء يديره هو، وبحسب الخبير السياسي لـ “مينا” فإن “ادارة الموارد تدوم 5 سنوات او مدة محددة، لكن الآن نجد هنا نوعاً من الملكية”.
ويعتبر مشروع المنارة اول استثمار سياحي لروسيا في سوريا، حيث وقعت شركة روسية العام الماضي عقدا مدته 25 سنة مع وزارة السياحة السورية يتضمن اعادة تأهيل قرية المنارة السياحية في طرطوس بكلفة تقديرية تتجاوز 90 مليون دولار ، وبمبلغ يدفع خلال مدة الاستثمار لا يقل عن 500 ألف دولار، على أن تتم اعادة المنشآت كافة بعد انتهاء فترة الاستثمار إلى المالك وهي “القيادة القطرية”، وهو عبارة عن مشروع لفندق 5 نجوم يقع على شاطئ مدينة طرطوس، ويتضمن أسواقًا تجارية ومركز تسوق ومسابح وملاعب أطفال وفيلات وصالة مؤتمرات.
وأضاف مرتيني الى أن العمل يتم بوتيرة عالية لوضع المشروعين في الاستثمار , مشيرا الى ارتفاع أعداد السياح العرب والأجانب في سوريا بنسبة 76 بالمئة حتى نهاية أيار الماضي مقارنة مع العام الماضي .
مرصد الشرق الاوسط وشمال افريقيا الاعلامي