مرصد مينا
حذرت بريطانيا من احتمال استمرار الحرب في أوكرانيا حتى نهاية العام المقبل، وذلك بالتزامن مع كشف مسؤول عسكري روسي عن أهداف المرحلة الثانية من عملية بلاده العسكرية،
ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن نائب قائد المنطقة العسكرية المركزية، اللواء رستم مينكاييف، قوله، إنه يجب على الجيش الروسي خلال المرحلة الثانية من العملية الخاصة فرض سيطرة كاملة على دونباس، مشيرا إلى أن أحد أهداف هذه المرحلة هو «السيطرة على جنوب أوكرانيا».
وفي إشارة إلى الهدف الثاني الأساسي، قال الجنرال «ستوفر (السيطرة على الدونباس) ممراً برياً لشبه جزيرة القرم، بالإضافة إلى السيطرة الكاملة على المرافق الحيوية للقوات العسكرية الأوكرانية وموانئ البحر الأسود التي يتم من خلالها تصدير المنتجات الزراعية والمعدنية إلى البلدان الأخرى». أما الهدف الثالث الذي لا يقل أهمية بالنسبة إلى موسكو، فهو أن “السيطرة على جنوب أوكرانيا هي طريقة أساسية للوصول مباشرة إلى ترانسنيستريا (بريدنيستروفيه – مولدافيا)، حيث توجد أيضاً حقائق عن اضطهاد السكان الناطقين بالروسية». وختم الجنرال حديثه بالقول «يبدو أننا الآن في حالة حرب مع العالم بأسره، كما كان الحال في الحرب الوطنية العظمى (العالمية الثانية)، كان العالم كله ضدنا. والآن يتكرر الشيء نفسه، هم لم يحبوا روسيا قط».
ولاحظت وسائل إعلام حكومية روسية، أن هذا الترتيب في أهداف المرحلة الثانية للعمليات العسكرية الروسية يحمل أبعاداً مهمة، وهو يمكن أن يلخص عملياً الأهداف الأساسية للحرب منذ انطلاقتها في 24 فبراير (شباط). وعلى الرغم من أن الأهداف التي أُعلنت في ذلك الحين انحصرت في نزع سلاح أوكرانيا و«تقويض النازية» وفرض الحياد العسكري على أوكرانيا وحماية سكان الدونباس، لكن الأهداف العملياتية الأساسية تمثلت في بسط السيطرة على المناطق الشرقية والجنوبية (بما فيها الدونباس) وتأمين حماية شبه جزيرة القرم، والسيطرة على أهم مرافئ أوكرانيا (ماريوبول وأوديسا)، بما يعني فرض سيطرة مطلقة في بحر آزوف والبحر الأسود والوصول إلى حدود مولدافيا (جنوب غرب) لتوسيع المعركة بضم إقليم بريدنيستروفيه الانفصالي المدعوم من جانب موسكو، عندما تستدعي الحاجة ذلك.
سياسيا أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن النزاع في أوكرانيا قد لا ينتهي سريعاً نظراً للمقاومة الصلبة التي تواجهها القوات الروسية. ولدى سؤاله عمّا إذا كان يتفق مع تقييمات استخباراتية تفيد بأن القتال قد يتواصل حتى نهاية العام المقبل، قال للصحافيين في نيودلهي «المؤسف هو أن هذا احتمال واقعي».
في سياق متصل، أعلن الكرملين، أمس، أنّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سيزور روسيا الثلاثاء، حيث سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين، في أول اجتماع بينهما منذ بدء الحرب في أوكرانيا.