fbpx

زمن حزب الله الباهت.. ووجه أمينه العام كذلك

يعرف اللبنانيون أن مؤتمر باريس لن يمنحهم نجدة مالية، أقّله لسببين:

ـ انعدام الثقة بالسلطة اللبنانية الحاكمة وبفسادها.

ـ تحكّم حزب الله بالسلطة الراهنة بما جعلها سلطة حزب الله لا سلطة لبنانية.

هذا عن المجموعة الأوروبية، أما عن المجموعة الخليجية وتحديدًا “السعودية”، فالمملكة تدرك إدراك اليقين أن المال الذي يمكن أن يودع في المصارف اللبنانية لإنقاذ لبنان من غرقه المالي، لن تكون عائداتها على لبنان، بل على فاسديه، ولابد أن المملكة ستشارك المجموعة الأوربية مخاوفها، وهي مخاوف لابد صحيحة.

كل المأزق اللبناني بات ينحصر ببعدين:

ـ أولهما فساد السلطة السياسية، وثانيهما حزب الله بما يرتب على لبنان من كوارث اقتصادية و اجتماعية / سياسية / اقليمية ودولية.

مأزق لبنان، سيرتبط على الدوام بـ “دولة حزب الله”، وذلك لمجموعة من الأسباب، اوّلها أنه أخذ لبنان إلى محور هو الاكثر استعداء للعالم، كل العالم، ونعني المحور الإيراني، وهذا سيجعل لبنان مكشوف الظهر، ولن يكون بمنأى عن تداعيات الصراع الإيراني سواء مع الولايات المتحدة، او مع المجموعة الخليجية، وثانيها أنه نقل لبنان من دولة الاقتصاد الحر، وهو البلد الذي كان في زمن ما، هونغ كونغ العرب، إلى الدولة الشمولية، او نصف الشمولية، بما جعل اقتصاد السوق أعرجًا، ذلك أن لبنان بات ليبرالي في الاقتصاد وشمولي في السياسة، وهي صيغة مضطربة تخرجه من السوق ولا تسمح له بدخول الانظمة الشمولية.

اكثر من هذا وذاك تلك البيئة التي سجن فيها حزب الله لبنان، وهو لبنان “الفن، والتنوع المذهبي والديني” وقد زرع في الدولة دولة أخرى هي دولة الانغلاق، والسلاح، والثقافة الكتيمة التي تتنافى مع المزاج العام اللبناني وتتصادم معه، مما يجعل من لبنان بيئة قلقة تحت احتمالات الانفجار في أيةّ لحظة.

وكانت ثورة اللبنانيين.. ثورة على الفساد، ونهب المال العام، ولكنها وفي الجزء غير المعلن منها ثورة على حزب الله، وهو الجانب المسكوت عنه من الثورة التي سعت بكل شبابها إلى تلافي أي اصطدام مع حزب الله، لتبقى ثورة سلمية اولاّ وأخيرًا وشبابها يعلمون علم اليقين بأن حركة أمل وحزب الله، لن يتباطأوا في الانتقال إلى السلاح، وهو السلاح الذي طالما عانى اللبنانيون وطأته، وكانوا قد شهدوا الحرب الاهلية، وضحايا الحرب الاهلية، كما تعرفوا على الاستثمار في الحروب الاهلية.

المتابعون للشأن اللبناني اليوم، يدركون تمام الادراك ذاك الانحسار الذي وقع على البيئة الحاضنة لحزب الله.. انحسار لابد وأن يهدد حزب الله بتخلي بيئته عنه، كليَا او جزئيًا، وقد فقد هذا الحزب بريقه االذي استند على مقولة الحرب مع إسرائيل وهي الحرب التي لم تبلغ تكاليفها على اللبنانيين تلك التكاليف التي رتبها حزب الله على اللبنانيين، بل على بيئة حزب الله تحديداً وقد آلت فيما آلت إليه لقتل عشرات الآلاف من شباب هذا الحزب وأنصاره، مرة في الجنوب وثانية على الجبهات السورية، ولابد أن اليمن لم تخل من ضحايا.

خطاب نصر الله أمس، بدا باهتًا، فيما تلقاه معظم اللبنانيين بالسخرية، وربما بالكراهية، ولابد أن الكثير ممن تابعوه اكتفوا بإطلالته الاولى تلك التي نسب فيها تظاهرات الشباب اللبنانيين إلى الإرادة الأمريكية بحيث اعتبرها استرسالاً في المؤامرة على المقاومة، وهي اللغة المنحطة التي لم تعد تجد قبولاً من جماهير عانت المجاعة والموت في الحروب المجانية وموت الأمل على كل حال.

نصر الله الباهت.. هكذا وصفه روّاد واحد من مقاهي بيروت.

ووجهه الباهت هكذا زاد شباب على وصفه.

وقضية باهتة باتت قضية نصر الله.

نصر الله، وقد انتهى زمنه.. هو ذا الحال.

انتهى زمنه، أما زمن لبنان فلم يحل بعد.

متى يأتي؟.. ذلك هو السؤال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى