نسخة مُعادة وإن باختلاف مواد التمثال، فلنزار باييف تماثيل متنوعة واحد منها من الذهب الخالص، فيما تماثيل حافظ الأسد من مواد مغشوشة، كما ثمة ،اختلاف ثان فقد أورث حافظ الأسد الدولة لابنه بعد موته، فيما اورث نزار باييف الدولة لزبونه ومازال على قيد الحياة، ومع الوارثين كل شيء للقائد بدءًا من نفط البلاد إلى لحم ناس البلاد، وحين تكون الهبّات الجماهيرية التي تختلف اسمائها من “حراك” إلى “انتفاضات” إلى “ثورات”، فالتوصيف جاهز:
ـ إنه الإرهاب.
وبمواجهة الإرهاب تعطى الأوامر لقتل الناس كل الناس، و “دون إنذار”، و “الرفيق الروسي” جاهز لإطلاق مظلييه في إنزالات جوية مصحوبة بـ “طلب من الشرعية”، دون نسيان الهجاء الإعلامي للمخابرات الامريكية التي حاكت المؤامرة وأطلقت الناس لمصيرها المجهول.
30 عامًا من حكم نزار باييف المباشر، ومن ثم للانتقال إلى الحكم غير المباشر، ليحكم عبر بناته الثلاث، ومعهن ثروات وفيلات سويسرا وجنوب فرنسا ولندن ونيويورك، والناس يجوعون في بلد هي تاسع أكبر بلد في العالم من حيث المساحة، لسكان تبلغ حصة الواحد منهم فيما لو امتلكوا بلادهم ستة كيلومترات من الاراضي للفرد الواحد، بلد الثروات النفطية الهائلة، والثروات الطبيعية التي لاتحد، والتاريخ الذي نعرف منه “الفارابي” و “الظاهر بيبرس”، لينهب التاريخ كما الحاضر وتشتغل العصابة على نهب المستقبل، وبالنتيجة حين ينطلق الناس باحتجاجاتهم، تنطلق الماكينة الإعلامية باللغة ذاتها، والمصطلحات إياها، وقد سجلها القذافي في ليبيا، وبشار الأسد في دمشق، لينتهي الثاني مقتولاً ، وينتصر الثاني على بلده بقتل بلده، وتسليمها للاجنبي، من روسي إلى إيراني إلى تركي، إلى أمريكاني، وهذا فلاديمير بوتين يبدأ بقضم حصته وفي الغد ستكون الحصة التركية، ومابعد الغد حصصًا للطاجكستاني والأفغاني، وتنتهي البلد وينتصر القائد.
الحكاية تتكرر، تبدأ بالفرد المؤله، وتنتهي بالإله الرهينة، ومابينهما عائلات فاسدة، تحكم بالفساد، وتعتاش من الفساد، وتفقر الناس، وتنهي بلادها رهينة مقسمة، ممزقة، مباعة او موهوبة، ومن ثم ينتهون كرهائن بعد أن تتساقط تماثيلهم تحت الضربات الغاضبة لناس كل ما تبقى لهم من أسباب الحياة الغضب، فإن فقدوا الغضب لن يتبقى لهم شيئًا من أسباب الحياة.
القذافي صرخ بوجه الناس:
ـ من انتم؟
ثم اهزوجته الشهيرة زنكة، زنكة، زنكة.
وكذلك بشار.
وليس قاسم جومارت توكاييف سوى من فصيلتهما.. ربما بفارق تقنية تقشير الموزة لعالم مصاب بدكتاتوريات القرود.
نسخة واحدة، من كتاب واحد عنوانه:
ـ كتاب الخراب.