مرصد مينا
سمع في العاصمة العراقية بغداد دوي صفارات إنذار مصدره السفارة الأميركية التي فعلت نظام الدفاع الجوي “سيرام”، ما يشير إلى إمكانية تعرض السفارة لقصف صاروخي أو عبر طائرات مسيرة.
العاصمة العراقية وعقب ليل طويل، شهدت حالة من الهدوء الحذر بعد اشتباكات دامية ارتفعت حصيلتها وفق وكالة رويترز إلى عشرين قتيلا وإصابة نحو 350 متظاهراً خلال الفوضى التي عمّت المنطقة الخضراء.
وفي وقت متأخر الاثنين، أفادت مصادر طبية في العراق بارتفاع حصيلة القتلى إلى 20 متظاهراً في اشتباكات المنطقة الخضراء بوسط بغداد حيث سادت حالة من الفوضى عقب إعلان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي ما أثار الغضب بين أنصاره الذين اقتحموا القصر الحكومي فيما فرض الجيش حظر تجول عاماً، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
ووكالة “فرانس برس” أفادت بإطلاق نار بالذخيرة الحية عند مداخل المنطقة الخضراء التي تخضع لحراسة مشددة وتضمّ مقارّ حكومية وسفارات، فيما أفادت قناة “السومرية” العراقية بإصابة رئيس أركان الشرطة الاتحادية أحمد حاتم الأسدي خلال الاشتباكات التي وقعت الاثنين في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد.
ونقلت القناة عن مصدر أمني لم تسمه أن الأسدي أصيب إلى جانب أحد أفراد الحماية الخاصة به بجروح، فيما أكد شهود عيان وقعوع تبادل لإطلاق النار بين أنصار التيار الصدري وخصومهم في “الإطار التنسيقي” الذي يعدّ موالياً لإيران.
إلى ذلك، أعلن الجيش فرض حظر التجوّل في بغداد اعتباراً من الثالثة والنصف بعد الظهر ومن ثم في جميع أنحاء العراق في السابعة مساءً وسُيّرت دوريات للشرطة في العاصمة، بعد أن تعمّقت الأزمة في العراق الذي يعيش في مأزق سياسي منذ انتخابات تشرين الأول/أكتوبر 2021 التشريعية.
تدهور الوضع وسط العاصمة العراقية جاء إثر اقتحام أنصار التيار الصدري بعد الظهر مقر رئاسة الوزراء، بعد إعلان مقتدى الصدر، أحد أهم الفاعلين في السياسة العراقية، بصورة مفاجئة اعتزاله العمل السياسي بشكل “نهائي”.
خطوة الاعتزال هذه تأتي في وقت حساس في البلاد، لاسيما أن الأزمة السياسية المستمرة منذ الانتخابات النيابية الماضية التي جرت في العاشر من أكتوبر (2021)، تفاقمت في يوليو الماضي (2022) مع احتدام الخلاف بين التيار الصدري والإطار الذي يضم نوري المالكي، وتحالف الفتح، وفصائل وأحزاباً موالية لإيران.
من جهته وجه رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي بتعطيل الدوام الرسمي اليوم الثلاثاء، في جميع محافظات البلاد، واستمرار حظر التجوال الشامل، وذلك على خلفية التطورات الأخيرة وصدامات المنطقة الخضراء.
من جهته أعلن رئيس هيئة الحشد الشعبي دعم التداول السلمي للسلطة وعدم اصطفافه سياسيا مع أي طرف ضد آخر في الازمة السياسية الحالية، فيما دعا الجميع الى التصرف بـ”مسؤولية عالية”.
وقال الفياض خلال كلمة تابعتها إن “ما هو مؤسف في هذه الأحداث أنها لا تعبر عن مدرج وطني وسياسي”، ونحن في هيئة الحشد الشعبي سنبقى معاهدين أبناء شعبنا البطل على أن نكون خارج الاصطفافات السياسية، وأضاف الفياض “نؤكد ونكرر ثوابتنا في حماية العملية السياسية واحترام التداول السلمي للسلطة”.
وناشد الفياض جميع الأطراف السياسية أن “تتصرف بمسؤولية عالية تجاه هذا الوطن وأمنه واستقراره وان نحتكم الى الدستور والقوانين”، لافتا بالقول “يجب أن لا نفرط بالمنجز العراقي الذي ما جاء الا بعشرات آلاف من الضحايا والشهداء”.
وبيّن الفياض ان “الحشد عينه على أمن المواطن واستقراره وراحته وحفظ النظام السياسي وعينه الأخرى على محاربة الإرهاب لكي ينمو ويتطور”.
ورغم إعلان فياض عدم اصطفافه السياسي إلا أن تقارير إعلامية أكدت أن سرايا السلام، الجناح العسكري للتيار الصدري، اشتبكت مع مسلحين من الحشد الشعبي.
في السياق نفسه قالت مصادر عراقية ان انفجرات سمعت في بغداد مساء كما تم استخدام قاذفات “أر بي جي” في اشتباكات تشهدها المنطقة الخضراء بين انصار الصدر ومليشيات في الحشد الشعبي موالية لايران فيما تم احراق مقر لمليشيا عصائب اهل الحق بقيادة قيس الخزعلي ومهاجمة مقر للحشد الشعبي وسط العاصمة.
ومقابل ذلك فقد تعرض مقر لسرايا السلام التشكيل العسكري التابع للصدر في مدينة البصرة الجنوبية لهجوم مسلح تبعه استهدف انصار الصدر مقرا لميليشيا حزب الله العراقي في المدينة نفسها اضافة الى اشتباكات مسلحة بين أنصار التيار الصدري ومسلحي الحشد وهجوم بالأسلحة الرشاشة استهدف مقرا لتنظيم العصائب في البصرة كما قالت تقارير محلية.
من جهة أخرى وفي رسالة مباشرة لإيران وحلفائها أقدم متظاهرون عراقيون على حرق واسقاط صور قائد الفيلق القدس القتيل، قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس في بغداد، وصور أخرى في البصرة.