مرصد مينا
تشهد منطقة المغرب العربي سباق تسلح بين الجزائر والمغرب، حيث يسعى الطرفان إلى قيادة المنطقة الإقليمية.
الباحث في الشأن الأمني والعسكري محمد شقير، يرى أن التسابق بين الجزائر والمغرب يرجع إلى عوامل إستراتيجية ترتبط أساسا بطموح البلدين إلى تشكيل قوة إقليمية، قائلا، بحسب صحيفة “هسبرس”: “الجزائر تعتبر نفسها وريثة فرنسا بالمنطقة، إلى جانب مساحتها الجغرافية الكبيرة، فضلا عن توفرها على ثروة نفطية هائلة تسمح لها بتشكيل شبكة علائقية على الصعيد القاري”.
وفي المقابل، يمتاز المغرب بعمقه التاريخي ونظامه الملكي العريق، وفق شقير، الذي أشار إلى امتلاكه كذلك لثروة فوسفاطية عالمية وموقع جيو-إستراتيجي يؤهله إلى قيادة المنطقة؛ الأمر الذي يفسر التنافس المحموم بين البلدين في المجالين العسكري والأمني، بتعبيره.
شقير أوضح أن تراكم النزاعات الحدودية بين الدولتين، بدءا بحرب الرمال ومرورا بحرب الصحراء وانتهاء بالتوتر الحاصل بمنطقة الجدار الأمني، يدفع إلى زيادة الإنفاق العسكري تحسبا لأي “حرب” محتملة في المستقبل، بسبب “التراكمات” التي طبعت المرحلة السابقة.
وتابع الخبير الباحث بالشأن الأمني والعسكري: “كل نظام سياسي يعمل على تسليح نفسه قصد التفوق على الخصم، الجزائر تلجأ إلى روسيا لاقتناء الأسلحة؛ فيما يفضل المغرب كلا من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية في مجال الصفقات العسكرية”.
يشار أن شركة “بوينغ” الأمريكية لصناعة الطائرات، أعلنت منتصف العام الماضي أنها وقعت مع القوات المسلحة المغربية عقد شراء 24 مروحية أباتشي “AH-64E”، سيتم تسليمها في عام 2024.
وذكرت الشركة، في بيان لها، أن “المغرب هو البلد الـ17 الذي سيحصل على مروحية أباتشي (AH-64E)، بعدما تم توقيع عقد بخصوص ذلك مؤخرا”.
وقال نائب رئيس المبيعات العالمية والتسويق في الشركة، جيف شوكي: “العقد الخاص بمروحيات أباتشي يمثل خطوة أخرى إلى الأمام في بوينغ مع المغرب، ونحن فخورون بتوفير أفضل القدرات له”.
بالمقابل أفاد تقرير نشره “معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام” (SIPRI) حول الأسلحة والإنفاق العسكري بأن واردات الجزائر من الأسلحة ارتفعت بنسبة 64٪؛ ويتزود هذا البلد بشكل خاص من روسيا والصين وألمانيا.