ستة عوامل أساسية دفعت إسرائيل لاختيار هذا التوقيت لتنفيذ الضربة ضد إيران

مرصد مينا

تشهد المنطقة في الشرق الأوسط تصعيداً متزايداً، مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران إلى مستويات غير مسبوقة، تجلت في الضربة الأخيرة التي نفذتها إسرائيل ضد أهداف إيرانية.

ورغم تعقيد المشهد، يكشف تحليل نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” أن هذا التصعيد لم يكن مفاجئاً، بل جاء نتيجة تراكمات واستحقاقات تراكمت على مدى ما يقارب العقدين من الزمن.

تثير هذه الضربة الإسرائيلية السؤال المركزي حول سبب اختيار هذا التوقيت بالذات للتصعيد، ولماذا تعمد تل أبيب إلى رفع مستوى المواجهة إلى هذا الحد الحاد.

بحسب تحليل الصحيفة، هناك ستة عوامل رئيسية دفعت إسرائيل إلى اتخاذ هذه الخطوة في هذه اللحظة الحساسة.

أولاً: كانت صدمة الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 نقطة تحول حاسمة في الحسابات الأمنية الإسرائيلية.

إذ أدرك قادة إسرائيل أنهم في مواجهة وجودية حقيقية، وأصبحت مسألة “القنبلة النووية الإيرانية” تشكل تهديداً وجودياً يستوجب تحركاً عاجلاً.

ثانياً: تراجع القدرات الدفاعية الإيرانية بشكل ملموس بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منظومات الدفاع الجوي ومرافق إنتاج الصواريخ في أكتوبر الماضي.

هذا التراجع خلق نافذة مناسبة لدى إسرائيل لشن هجوم استباقي، استغلالاً لضعف إيران وعدم قدرتها على الرد بشكل فوري وفعال.

ثالثاً: اقتراب إيران من تحقيق “القدرة النووية الفعلية” يمثل عاملاً حاسماً في تسريع قرار إسرائيل. فقد أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخراً أن طهران انتهكت التزاماتها بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي، واقتربت بسرعة من امتلاك التكنولوجيا اللازمة لإنتاج سلاح نووي، وهو ما زاد من إلحاح التحرك الإسرائيلي.

رابعاً: تبحث إسرائيل عن تعزيز مكانتها الإقليمية من خلال هذه الضربة. بعد تجاوزها تحذيرات واشنطن بشأن استهداف حزب الله ونجاحها في اغتيال قيادات بارزة في الحزب، اكتسبت تل أبيب ثقة متزايدة في قدرتها على إعادة تشكيل المعادلات الإقليمية، مما دفعها للمخاطرة بالتصعيد المباشر ضد طهران.

خامساً: تأتي الضربة الإسرائيلية في وقت تواجه فيه حكومة نتنياهو انتقادات دولية متزايدة بسبب الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، فضلاً عن المجازر اليومية بحق المدنيين في القطاع.

يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تكون محاولة لتحويل الأنظار الدولية عن الأزمة في غزة وتوحيد الدعم الأوروبي والإقليمي خلف تل أبيب.

سادساً: فقدت إسرائيل الثقة في المسار الدبلوماسي الأمريكي، خاصة مع إدارة ترامب. ومع اقتراب جولة جديدة من المفاوضات بين واشنطن وطهران، قررت تل أبيب أن تسبق أي اتفاق قد يتيح لإيران فرصة مواصلة تطوير قدراتها النووية، فاختارت تنفيذ هجوم حاسم يغير المعادلة على الأرض.

تجمع هذه العوامل الستة -بسحب التحليل- بين المكونات الأمنية والاستراتيجية والسياسية، موضحة الأسباب التي جعلت إسرائيل تختار هذا التوقيت بالذات لشن هجومها على إيران، في محاولة لإعادة فرض سيطرتها وفرض وقائع جديدة على الساحة الإقليمية والدولية.

Exit mobile version