مرصد مينا – الجزائر
اكد سفير اثيوبيا بالجزائر، نبيات ڤيتاشو اسڤيد أنّ العلاقات بين بلده والجزائر تعرف تطوّرا في عهد الرئيس عبد المجيد تبّون، ويمكن أن تتعزّز أكثر، خاصة على الصعيد الاقتصادي، إذا قام مستثمرون جزائريون بالاستثمار في مجاليْ صناعة الأدوية والصناعات الغذائية بإثيوبيا.
حيث قال في حوار مطول أجرته معه صحيفة الشروق الجزائرية، ان اثيوبيا والجزائر تلعبان دورا مهما في الساحة الدولية، ولهذا تم انشاء لجنة وزارية ثنائية مشتركة، وتم اللقاء على مستواها أربع مرات، واللقاء الخامس كان يُفترض أن يعقد في أفريل الماضي بالعاصمة أديس أبابا، لكن تم تأجيله بسبب تداعيات جائحة كورونا، وسيتم برمجته في أقرب الآجال.
وتحدث عن موضوع أهمية فتح خط جوي مباشر بين الجزائر وأديس أبابا، باعتبار انه حاليا ليس هنالك خطوطٌ جوية مباشرة بين البلدين.
وعبر السفير الاثيوبي عن امله في تصدير المنتجات الإثيوبية للجزائر مثل القهوة. واكد ان الجو الاستثماري في إثيوبيا محفز، وان هناك تشجيعات كثيرة للمستثمرين الأجانب لجلبهم والتسهيل عليهم عبر تشريع قوانين، تيسير العمليات الاستثمارية في البلاد.
وفيما يتعلق بسد النهضة، قال السفير ان لديه قدرة إنتاج 6 آلاف ميغاوات، وهو مشروع جهوي وليس لخدمة شعب إثيوبيا فقط، إذ تستفيد منه دول الجوار كذلك. وصرح أن 65 في المائة من الشعب الإثيوبي لا يستفيد من الكهرباء، ويعيش في الظلام. موضحا انه لبناء هذا السد لم تقترض اثيوبيا أموالا من الخارج بل اعتمدت على أموالها الخاصة، ليس في الداخل بل حتى الجالية الإثيوبية في الخارج ساهمت بأموالها في بناء السد.
وشدد على انه ليست لإثيوبيا أيُّ نية للإضرار بالسودان ومصر، عبر سد النهضة، قائلا في هذا الخصوص:” نؤمن أننا نستفيد منه جميعا بشكل مماثل، وقد بدأنا بالمرحلة الأولى في ملئه في جويلية الماضي، ولدينا نية للاستفادة من السد كمصدر للطاقة، وليس لحبس الماء على جيراننا، السد يوجد على بعد 20 كم من الحدود مع السودان، نحن مطمئنون لبناء السد، ولم نشيّده للإضرار بالجيران. نقوم الآن بالتفاوض مع مصر والسودان على مستوى الاتحاد الإفريقي ونؤمن أنه لحل المشاكل يجب حلها في الفضاء الإفريقي وليس بالتدخل الأجنبي.”
واعتبر السفير الاثيوبي بالجزائر ان بلاده كانت دائما رمزا للسلام، ليس في المنطقة فقط ولكن على المستوى الإفريقي وفي العالم، وتؤمن إثيوبيا أن حلّ جميع المشاكل يكون بالمفاوضات والمحادثات. :”لقد قلنا للسودان ومصر إننا شعب النيل نعيش ونشرب من هذا النهر، ولا نريد أن نضرَّهم أبدا، ولكن نريد أن يحترموا حقنا في التطوّر، هذا هو مفهوم إثيوبيا الدبلوماسي للسلم والصداقة مع الجيران.”