سوا ربينا؟! متى؟

زاوية مينا

بدأت الحكاية بـ “سوا ربينا”، ومن “سوا ربينا”، انتقلت الحكاية إلى عصابة تحتل دولة، وإلى عصابة تنتج عصابة من الدولة المحتلة، ليكون التكامل ما بين عصابتين تنهبان البلدين، فذاق لبنان ما هو أكثر مرارة، وقد توجّت المرارة بالاغتيالات التي لم تتوقف وقد طالت رموز لبنان المعروفة والممكنة، وها هو أمين الجميل مازال يعلّق صورة ولده بيير على صدرته متسائلاً:

ـ من قتل بيير؟

واليوم، انتهى نظام الأسدين، وهو النظام الذي فرض على اللبنانيين المجلس السوري اللبناني الأعلى، وهو من أصاغ 42 معاهدة ما بين الدولتين، غاب عن هذه المعاهدات كل ما يوطّد استقلال الدولة وإرادتها لحساب الامتدادات التي اشتغل عليها نظام الأسد، والتي لم ترحّل برحيل جيشه من لبنان أعقاب رحيل جيشه منه، ليتحوّل شعار “سوا ربينا”، إلى شعار “سوا انتهكنا” أو “سوا أهِنا” أو “سوا في زنزانة واحدة”، وجاء الوقت الذي يتحرر كل من سطوة الآخر، لتكون العلاقة، علاقة ما بين دولتين جارتين تتكاملان بإرادتهما، وتتبادلان المنافع والمصالح، كأي دولتين جارتين تحترم كل منهما استقلال الأخرى، ولن يكون ذلك بالنوايا فحسب بل بطي صفحة ماض الانتهاك الذي مورس من قبل الجار على الجار.

ومن الصفحات التي ستطوى لابد من طيّ صفحة “المجلس السوري اللبناني الأعلى”، المجلس الذي لم يكن له أيّة معطيات لاعلى اقتصاد البلدين ولا على أمن البلدين، وكل ما أدى إليه هو استئثار الجهاز الأمني السوري بمصائر اللبنانيين، رديفاً لقوّة احتلال من غير الوارد التنكّر لها، ومع طيّ هذه الصفحة، والتي سيشتغل عليها رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في زيارته لسوريا اليوم، لابد من فتح صفحة جديدة، أما الصفحة الجديدة فهي:

ـ ترسيم الحدود اللبنانية السورية.
والترسيم هنا لابد ويشمل الحدود البرية والبحرية.

ومع الترسيم، يتعرف كل بلد على حدوده، ليحمي الحدود بدءاً من منع التهريب، وصولاً إلى تسلل البشر عبر الحدودين، وبذات الوقت يتلافى المشاكل الأمنية التي يتسبب بها فلتان الحدود، ومن بعدها تُفتّح صفحة جديدة ما بين البلدين، لترتق الفجوات في العلاقات السابقة وقد راكمت من الكراهية والأحقاد ما يجعل الكراهية قاعدة ما بين جارين، كان الأجدر بهما أن يكونا حدائق متبادلة كل منهما للأخرى، وقد جمعتهما الجغرافية كما جمعتهما الثقافة، هذا عداك عن الإمكانيات الهائلة لتبادل الموارد بما ينعكس خيراً على الجارين.

في الفترة السابقة، ونعني في نظام الأسدين، صدّرت سوريا الى لبنان غازي كنعان ورستم غزالة، والرصاص الكاتم للصوت حيث قافلة من الشهداء اللبنانيين على يد الاستخبارات السورية.

وصدّر لبنان إلى سوريا حزب الله بعقيدته السوداء وأسلحته السوداء ومجازره.
اليوم حان وقت تبادل مختلف، تبادل الثقافات، وتبادل البضائع والسلع والمنتجات، والاستثمار المتبادل / المتكافئ للحدود.
بعده ستكون مرحلة جديدة تستحق أن نسميها:

ـ سوا ربينا.

Exit mobile version