سوريا.. أزواج الام

فلاديمير بوتين مع قمة طهران يؤكد على “وحدة الأراضي السورية”، كما يُحثّ على “منع التدخل الاجنبي في البلاد”، ورئيسي يؤكد على تحرير الشمال السوري من “قسد”، ويعارض التدخل العسكري التركي في الشمال، وأردوغان يثابر على هزّ رأسه بما لايعني قبولاً كما لايعني رفضًا.

بوتين يحث على إخراج القوات الاجنبية من سوريا، كما لو أن قواته من “أهل البيت”، وبأن أصل السوريين يعود إلى إيفان الرهيب، أما الإيرانيون فسيخرجون القوات الامريكية عبر الإطاحة بـ “قسد” بالشوكة والسكين وبلا حروب، أما عن الأتراك فمازالوا يلعبون لا من على اطراف الطاولة ولا من تحت الطاولة، بل وهم يجلسون على الطاولة ويوزعون اوراق اللعب.

سوريا احتلت مكانًا في القمة، ولكنه ليس المكان الذي يعني إخراج سوريا من كارثتها، بل الاشتغال على تدوير الكارثة وإعادة إنتاجها من جديد، والكل ينوب عنهم.

الروس ينوبون عنهم، والأمريكان ينوبون عنهم، والإيرانيون ينوبون عنهم، والاتراك ينوبون عنهم، وما من حصة لسوري واحد ينوب عن سوريا أو عن سوريته، بما يجعل سوريا بلدًا يتيمًا من اهلها أما أزواج الأم فمتعددون، وكلنا يعلم ما الذي يعنيه زوج الأم الواحد فماذا لو تقاسم الأم كل هؤلاء الزعماء وكل تلك الدول، وكل تلك المصالح، وكل تلك المجازر التي إن توقفت، فتوقفت على الناصية بانتظار العودة إلى الميدان؟

هذه واحدة من نتائج تبعثر المعارضات السورية وتبعثر ولاءاتها وتعدد مرضعاتها، وبالتالي خروجها من سوريا لتقف على بوابات الامم مرة تابعة، وثانية متسولة، وفي كل الحالات لاهي تعني السوريين ولا السوريون يقيمون لها وزنًا.

من بين كل ماقاله وزير خارجية قطر الأسبق حمد بن جاسم، ليس ثمة مايمكن اعتباره ذو قيمة باستثناء كلامه الشهير وقد قال “صيدة تهاوشنا عليها”، والامر كذلك اليوم، ولكن بلا “هوشات” فمازالت البلد طريدة، وبدلاً من “الهوشات” عليها، يمكن ابتلاع كل مافيها ومن فيها بالدبلوماسية والتقاسم وبقفازات الحرير.

الكل يحكي باسم سوريا باستثناء اثنين:

ـ نظام بشار الأسد، وليس ثمة مايشير لامن قريب ولا من بعيد أن ثمة ما سيتبقى له من سوريا، اللهم سوى سكنه العائلي والكثير من المال المنهوب.

ومعارضة، ليست بأفضل حال من نظام هي من منتوجاته، وعلى شاكلته، بفارق أنه خبير بالبيع والشراء، فيما هي معارضات هاوية تبيع لأول زبون، ودون مجادلة في الاسعار.

Exit mobile version