مرصد مينا
رسالة في تداول الفيس بوك ربما تكون شديدة الأهمية، من الصعب تبنيها ولكن من اللائق قراءتها… ما الذي حملته الرسالة؟
ـ لقد جاء فيها حرفياً ما يلي، وننقله بالنص:
رسالة إلى العشائر العربية في الجزيرة السورية: …
في أحيان كثيرة تكون نتيجة سوء التقدير و الحسابات الخاطئة المبنية على معلومات زائفة كارثة على من كان يقدر و لم يفعل. ..
العملية الأمريكية ضد ميليشيات إيران في الشرق السوري قادمة طال الزمن أو قصر و ما يؤخرها هو انتظار مفاوضات القوات الأمريكية مع قسد و قوات العشائر العربية المتواجدة هناك. .
أهلنا الكرام في الرقة و دير الزور و الحسكة عشائر العفادلة و الجبور و طي و شمر و عنزة و قيس و المشاهدة و الولدة و غيرها ممن لم أذكره كونوا جبهة واحدة في مفاوضاتكم مع الأمريكان ولا تقبلوا بوصاية قسد على قواتكم و قراركم ، كونوا صفاً واحداً لتحافظوا على ارضكم و حقوقكم و كرامتكم التي امتهنها و احتلها مجرموا الPKK و ال.PYD .
كونوا مع أمريكا في هذه العملية لكن بشروط تحفظكم و أهلكم و أرضكم و تراعي الواقع على الأرض قبل مجيء مجرمي قنديل. ..
كانت أمامكم فرصة أثناء الحرب على داعش و ضاعت و ضعتم بعدها.
فلا تكرروا الأخطاء السابقة و فاوضوا على حقوقكم و السياسة قائمة على المصالح ولا ضير من سياسة خذ و اعط.
أهمية هذه الرسالة في انها تتضمن مخاوف التقسيم، اكثر من ذلك تتنبأ بأن سوريا اليوم ليست سوريا الغد، وعلى كل مجموعة بشرية منها الاحتساب للغد الذي لايعني سوى “التقسيم”.
الرسالة تحث أصحابها على البحث عن حصتهم من سوريا المقسّمة، وهنا تكمن الخطورة، لا خطورة الطرح أو التفكير بمثل هذا المآل، بل خطورة أن يتحوّل أمر كهذا إلى واقع حال، في واقع حال “الأمّة بمواجهة الأمّة” و “القبيلة بمواجهة القبيلة” و “العرق مقابل العرق” و “القومية مقابل القومية” والكل متجاور متناحر في بلد بات التعايش فيه معضلة فيما تقسيمه كارثة.
بلد أكبر من أن يتعايش، وأصغر من أن يقُسّم، وهكذا سيق السوريون عبر احتكار السلطة إلى بلد مقسّم سيكولوجيا، وبالتالي لن تنقذ القوانين ما تعجز الضمائر عن إنجازه.
بالمحصلة هذه خلاصة سياستين:
ـ سلطة تحتكر السطوة، ومعارضة تسطو على السلطة لتعيد إنتاج السلطة، وهكذا تكون خريطة سوريا الغد:
ـ سوريا الصغيرة.. شقفة من حلم أنطون سعادة، وضفة من حلم إسحاق رابين، وممر للدول والصراعات والثكنات والقبائل، وبالنتيجة سيكون ثمة سوريا أخرى.
ـ سوريا التي لانعرفها.