زاوية مينا
هي حرب إقليمية بأدوات سوريّة، كل ما انتجته حتى اللحظة “دماء”، فيما المسارات السياسية معطّلة تماماً، مع أن تاريخ الحروب الأهلية منها والوطنية لم ينته إلاّ بـ “الحلول السياسية” وليست مهمة الحروب سوى تكريس الغالب على مائدة التفاوض، فيما كل الإشارات المرتبطة باللحظة السورية تفيد بأن لا صيغة نهائية لغالب ومغلوب وسط لعبة الدم التي تشهدها البلاد، فالأتراك، رعاة قوّات المعارضة العسكرية السورية، يشتغلون على إضعاف النظام السوري بما يجعله لا يغفو حين يخاطبه أردوغان.
فيما سيكون موقف إيران على الجبهة المقابلة، (وهي حليف النظام السوري الأكثر تضررا من تقدم المعارضة) مازال يقتصر على التطوع لنجدة النظام من العراق عبر ميليشيات من بينها الحشد الشعبي، ليتوافق كلا الطرفين (إيران / تركيا) على ديمومة لعبة الدم، الخاسر فيها هو سوريا وقد باتت اكثر قابلية للتشظي وانهيار الدولة نحو وقائع جديدة، التقسيم ليس مستبعداً عنها.
مسعود بزشكيان أعلن عن استعداد بلاده لـ«تقديم كل أشكال الدعم لسوريا» كما أعلن متحدث باسم الخارجية عن بقاء المستشارين العسكريين الإيرانيين (وهو ما يعني أن إيران مستمرة بدعم النظام السوري عسكريا) فيما أعلن علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد العام للجمهورية الإسلامية، موقفا أكثر تشددا بالهجوم على تركيا، معتبرا أنها “وقعت في فخ أمريكا وإسرائيل”.
الرئيس التركي، وإن كان حريصاً على التقليل من التصريحات، لابد أنه لن يكون حريصاً على التقليل من حجم الحرائق على الأرض السورية.
في مجلس الأمن حيث البحث في تطورات سوريا، أدان فاسيلي نيبينزيا، مندوب روسيا في المجلس، عمليات المعارضة العسكرية معتبرا إياه “هجوما إرهابيا منسقا من الخارج”.
قابل خطابه خطاب روبرت وود، نائب ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، القول أن الظروف التي تشهدها سوريا سببها فشل النظام الامتثال لقرار الأمم المتحدة 2254، مشيرا بدوره إلى دور إيران وروسيا و”حزب الله” في اندلاع الحرب الداخلية بسوريا، ومؤكدا، في الوقت نفسه، أن بلاده لا علاقة لها بالهجوم، وهو ما أكدته أيضا القوات الأمريكية بعد الضربات الأخيرة في دير الزور.
خطابين متقابلين، لمشروعين متعاكسين، لم يذهب أيّ منهما إلى الحث على عملية سياسية تخفض منسوب الدم باتجاه نقل سوريا نحو صيغة انتقال سياسي في البلاد يوفر عليها المزيد من الدماء، وقد تخطّت الحرب على الجبهات إرادة المقاتلين لتتحوّل الحرب إلى إرادة رعاتها، وما على السوريين سوى أن يكونوا وقوداً لحرائقها، فيما يجلس اللاعبين الإقليميين الأساسيين على حافة النهر بانتظار وصول جثث المقتولين.
ـ السوريون متفرجون على جثثهم كذلك، فيما المعارضات السورية ببعدها المدني، ربما اكتفت ببيان قرأه رياض حجاب بلغة رديئة وبعد شخصي ردئ، لم يقل فيه شيئاً مما ينبغي أن يقال، وما ينبغي أن يقال ربما يختزل بسؤال واحد:
ـ هل هناك أفق لحل سياسي في سوريا؟