رغم كل ما أعلنته الإدارة الأمريكية عن سحب قواتها في سورية، يبقى الغموض والتراجع الضمني سيد الموقف الأمريكي هناك.. حيث يمكن وصف التحركات الأمريكية بإعادة تموضع وانتشار لا أكثر لتحقيق القرارات الأمريكية الأبرز: لا نفط لأي جهة ثانية غير واشنطن وحلفائها.
ويبدو أن قرار توسيع قاعدة تل بيدر في ريف محافظة الحسكة قد ألحق بقرار توسعة قاعدة حقل العمر النفطي في ريف دير الزور حيث تعتبر القاعدتان أكبر نقاط تجمع القوات الأمريكية في مناطق شرق الفرات.
وكان الجيش الأمريكي قد أرسل في الفترة الأخيرة الكثير من التجهيزات العسكرية واللوجيستية عن طريق العراق، تمهيدا لتوسيع قواعده في مناطق تواجد آبار النفط في الشمال الشرقي من البلاد.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر محلية، أن القوات الأمريكية باشرت عمليات التوسعة في أكبر قاعدتين تتبعان لها، الأولى في حقل العمر النفطي بدير الزور، والثانية قاعدة تل بيدر، شمال غرب الحسكة.
وأضافت تلك المصادر بأن القوات الأمريكية تجري عملية توسعة القاعدتين بالتعاون مع قوات سورية الديمقراطية “قسد” التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، وذلك بالتزامن مع ارتفاع وتيرة التوتر بين القوات الأمريكية والروسية بالمنطقة.
من جهتها، ومع تصاعد العنف الممنهج الذي يمارسه النظام السوري في إدلب وريفها عبر حملة عسكرية شرسة استهدفت الحجر والبشر وتسببت بمقتل مئات المواطنين ونزوح مئات آلاف المدنيين، نددت الأمم المتحدة بالعملية العسكرية الجارية هناك، ودعا بيان الأمم المتحدة إلى وقف فوري وشامل لكل الأعمال العسكرية.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، “انطونيو غوتيريش”، اليوم، إلى “الوقف الفوري للأعمال القتالية شمال غربي سوريا”، وأعرب غوتيريش في بيان أعلنه المتحدث باسمه “استيفان دوغريك”، عن “بالغ القلق إزاء التصعيد العسكري المستمر في شمال غرب سوريا” داعيا إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية.
وجدد البيان التأكيد على أن “الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك مرافق الرعاية الصحية والتعليم، غير مقبولة.