fbpx

سورية.. سوق تصريف للأسلحة الروسية

ساهم الدعم العسكري الروسي الغير محدود لصالح النظام السوري في تغيير المعادلة السورية، فروسيا التي دخلت إلى ساحة الحرب في آواخر عام 2015، نجحت في تحجيم المعارضة السورية، في حين أن حربها المباشرة، أدت إلى تهجير مئات آلاف السوريين من موطنهم، علاوة عن قتل عشرات الآلاف أيضاً.

ومن وقت لآخر، يخرج ساسة موسكو، للحديث عن الأسلحة والمقاتلات الحربية التي قاموا بتجريبها على السوريين، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.

وفي أحدث تلك التعليقات، اعترف وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” أن بلاده أجرت عدة تعديلات على أنواع من الأسلحة والصواريخ بعد استخدامها في سوريا أثناء مشاركة الجيش الروسي بالعمليات العسكرية الداعمة لنظام “بشار الأسد”.

ولفت “شويغو” إلى أن التعديلات شملت الصواريخ المجنحة من نوع “كاليبر”، مما ساعد في تقليص زمن تحميل إشارة الإطلاق على حد قوله، مضيفاً: “استناداً لنتائج عملياتنا العسكرية في سوريا، يمكنني أن أخبركم أنه تم تعديل وتحديث حوالي 300 نوع من الأسلحة مع مراعاة التجربة السورية، و 12 نموذجًا تمت إزالتها من الإنتاج والتسلح”.

كما أشار الوزير الروسي إلى أن التجربة في سوريا ساعدت الجيش الروسي في تطوير منظومة أسلحته الدقيقة وتسريع عمليات الإطلاق، في إشارة ضمنية إل نوعية الأسلحة التي تجربتها على الشعب السوري خلال السنوات الماضية.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد اعترفت قبل أسابيع بأنها اختبرت أكثر من 231 عينة من الأسلحة الحديثة والمحدثة خلال المواجهات العسكرية في سوريا، والتي أظهرت كفاءة عالية، على حد وصف الوزارة.

كما صرح الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في وقت سابق بأن العالم بأسره بات يعلم حجم القوة التسليحية لروسيا بعد أن رأى أداءها خلال المعارك في سوريا، معترفاً بدوره بتجربة الكثير من أنواع الصواريخ والقذائف شديدة الانفجار أثناء تلك المعارك.

وتتهم منظمات حقوقية وإنسانية قوات النظام السوري والطيران الروسي بارتكاب عشرات الجرائم ضد الانسانية في مناطق عدة من سوريا، محملةً إياهم المسؤولية الكاملة عن مقتل وإصابة وتهجير عشرات الآلاف من المدنيين، لا سيما في مدينة إدلب التي شهدت خلال الأسابيع الماضية حملة عسكرية مكثفة، في حين حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وشيكة قد تحل بالمدينة بسبب كثافة الغارات والقصف الصاروخي.

مجازر بالجملة

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير، لها، وصلت نسخة منه لـ “مرصد مينا”: إنَّ قوات الحلف السوري الروسي ارتكبت 33 مجزرة في منطقة خفض التصعيد الرابعة في غضون ثلاثة أشهر، مُشيرة إلى مسؤولية القوات الروسية عن مجزرة معرة النعمان أضخمِ المجازر منذ التَّصعيد العسكري الأخير على المنطقة.

ذكر التقرير الذي جاء في 25 صفحة أنَّ قوات الحلف السوري الروسي ارتكبت منذ 26 نيسان الماضي أفظع الانتهاكات في منطقة خفض التصعيد الرابعة، بدءاً من عمليات القتل خارج نطاق القانون والقصف العشوائي والمتعمَّد، والتشريد القسري وقصف المباني السكنية والمنشآت الحيوية بما فيها المشافي والمدارس وصولاً لاستخدام الأسلحة الكيميائية، ولا تزال تلك الانتهاكات الفظيعة مستمرة.

وسجَّل التقرير مقتل ما لا يقل عن 781 مدنياً، بينهم 208 طفلاً، و140 سيدة (أنثى بالغة) في منطقة خفض التَّصعيد الرابعة منذ 26/ نيسان/ 2019 حتى 27/ تموز/ 2019 على يد قوات الحلف السوري الروسي، حيث قتلت قوات النظام السوري 625 مدنياً بينهم 170 طفلاً و115 سيدة، فيما قتلت القوات الروسية 156 مدنياً بينهم 38 طفلاً و25 سيدة.

كما وثَّق التقرير 33 مجزرة وقعت في منطقة خفض التصعيد الرابعة في المدة ذاتها، 26 منها على يد قوات النظام السوري و7 على يد القوات الروسية، موضحاً أن تلك المجازر تسبَّبت في مقتل 271 مدنياً، بينهم 85 طفلاً و58 سيدة (أنثى بالغة) قتل النظام السوري منهم 188 مدنياً بينهم 63 طفلاً، و44 سيدة، فيما قتلت القوات الروسية 83 مدنياً بينهم 22 طفلاً و14 سيدة.

مدير الشبكة الحقوقية “غير رسمية”- فضل عبد الغني- يقول: “تعبِّر المجازر عن الحوادث التي تسقط فيها أعداد كبيرة من المدنيين دفعة واحدة، خمسة مدنيين فما فوق، وهذا يُشير عادة إلى مدى استهتار الجهة المهاجمة بحياة المدنيين، أو يُشير إلى رغبة شديدة في قتلهم والتَّخلص من أكبر قدر ممكن منهم، ويبدو لنا من خلال عملنا في مراقبة الحوادث اليومية ونمط الهجمات الوحشية التي تشنُّها تلك القوات الهمجية أنَّ هذا هو تحديداً ما ترغب به القيادة السياسية للقوات الروسية والسورية.”

استعرض التقرير حصيلة أبرز المجازر التي ارتكبتها قوات الحلف السوري الروسي في منطقة خفض التَّصعيد الرابعة والأخيرة (المؤلفة من محافظة إدلب وأجزاء من محافظات حماة وحلب واللاذقية) بين 26/ نيسان/ 2019 و 27/ تموز/ 2019 واستعرض تفاصيل أضخم هذه المجازر وسلَّط الضوء بشكل خاص على المجزرة التي ارتكبتها القوات الروسية في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي في 22/ تموز.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى