
مرصد مينا
أعلنت سويسرا، أمس الجمعة، رفع مجموعة من العقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق، بما في ذلك تلك التي طالت البنك المركزي السوري، وذلك بالتوازي مع محادثات سورية-أممية احتضنتها العاصمة دمشق، وركّزت على دعم جهود عودة اللاجئين إلى البلاد.
وقالت الحكومة السويسرية في بيان رسمي، إن العقوبات التي كانت مفروضة على أفراد وكيانات مرتبطة بالنظام السابق ستبقى سارية، لكنها قررت رفع القيود الاقتصادية عن قطاعات رئيسية بهدف تعزيز التعافي الاقتصادي ودعم الانتقال السياسي السلمي والشامل.
وكانت سويسرا قد خففت جزءاً من العقوبات في مارس الماضي، لكنها أعلنت أمس رفع القيود المفروضة على تقديم الخدمات المالية، والتجارة في المعادن الثمينة، وتصدير السلع الفاخرة.
كما شمل قرار رفع العقوبات نحو 24 كياناً اقتصادياً، من ضمنها البنك المركزي السوري.
ويأتي هذا القرار السويسري بعد خطوة مماثلة اتخذها الاتحاد الأوروبي أواخر مايوالماضي، أعقبها رفع جزئي للعقوبات من قبل وزارة الخزانة الأميركية في الوقت ذاته، ما يعكس توجهاً دولياً نحو تخفيف القيود الاقتصادية مع دخول البلاد مرحلة إعادة الإعمار.
على صعيد متصل، استقبل وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، في العاصمة دمشق، في لقاء ركز على دعم التعاون بين الجانبين لتأمين ظروف العودة الآمنة والطوعية للاجئين السوريين من مختلف دول اللجوء.
وشدد الجانبان على ضرورة تهيئة بيئة آمنة وكريمة تحفظ كرامة العائدين وتلبي احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الدعم الإنساني والخدمات العامة وفرص العمل، ضمن إطار العودة الطوعية غير القسرية.
في السياق ذاته، أعلنت مفوضية اللاجئين أن أكثر من 85 ألف لاجئ سوري مسجلين لديها في الأردن عادوا إلى سوريا بين ديسمبر 2024 ومنتصف يونيو 2025، ضمن برنامج نقل مجاني أطلقته المفوضية بداية العام الجاري، ويتضمن خدمات النقل، والفحوصات الطبية، والدعم الاستشاري، وتزويد العائدين بمعلومات عن الأوضاع الحالية داخل البلاد.
وأكدت ماريا ستافروبولو، ممثلة المفوضية في الأردن، أن الأمم المتحدة تواصل تقديم الدعم القانوني والإنساني للعائدين، بالتنسيق مع السلطات السورية، وتعمل على تحديث المعلومات حول مناطق العودة وتوفير الدعم عند المعابر الحدودية.
من جهته، قال المفوض الأممي فيليبو غراندي إن عدد العائدين إلى سوريا تجاوز مليوني لاجئ ونازح منذ ديسمبر الماضي، ما يعكس – بحسب وصفه – “بادرة أمل حقيقية في ظل التحولات السياسية والميدانية الجارية داخل سوريا”.
وأشار غراندي إلى أن المسح الإقليمي الأخير الذي أُجري في يناير 2025، أظهر تزايد رغبة اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان ومصر والعراق بالعودة إلى بلادهم، بفعل انهيار منظومة النظام الأسدي، وانطلاق مرحلة جديدة من إعادة البناء السياسي والمؤسساتي.
زيارة غراندي إلى سوريا جاءت بعد محطة له في لبنان، حيث التقى مسؤولين لبنانيين، وذلك في إطار مشاركته في فعاليات اليوم العالمي للاجئين.
وكتب غراندي على حسابه في منصة “إكس”: “عودة أكثر من مليوني لاجئ سوري إلى وطنهم منذ ديسمبر، تمثل بادرة أمل في لحظة إقليمية حساسة.”
ومنذ سقوط النظام السابق، تشهد البلاد عودة متزايدة للاجئين، خصوصاً من دول الجوار، في ظل جهود حكومية مكثفة لإعادة الاستقرار وخلق بيئة حاضنة لعودة من هُجّروا قسراً على يد النظام السابق.