مرصد مينا – أوكرانيا
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن لدى وزارة الدفاع “بنتاغون” نماذج لنهاية الصراع في أوكرانيا، من بينهما حرب طويلة الأمد تجلب المزيد من الموت والدمار غير الضروريين للديمقراطية الأوروبية الناشئة بينما النموذج الآخر وهو أن يستقر بوتين لما يعتقد البعض أنه كان هدفه الأصلي: “وهو الاستيلاء على رقعة واسعة من الجنوب والشرق التي تربط روسيا بشبه جزيرة القرم براً و التي ضمها عام 2014”. أما النموذج الأكثر رعبا فهو أن تنغمس دول حلف شمال الأطلسي بشكل مباشر في الصراع، عن طريق الصدفة أو العمد.
الاحتمال المرعب لم يعد مستبعدا، وقد بدا واضحا عندما سقطت الصواريخ الروسية في المناطق الغربية لأوكرانيا، وهي منطقة لم تتضرر حتى الآن من الصراع المستمر منذ 18 يومًا على بعد نحو عشرة أميال من الحدود البولندية، فيما أعلنت موسكو إن استمرار الجهود لنقل الأسلحة عبر تلك المنطقة إلى القوات الأوكرانية من شأنه أن يجعل القوافل “أهدافًا مشروعة” ، في تحذير من أن مجرد حشد الأسلحة على أراضي الناتو لا يعني أنها محصنة ضد الهجوم.
وبحسب الصحيفة فإن ما يزعج المسؤولون الأمريكيون هو أن بوتين قد يوسع المعركة إلى ما بعد أوكرانيا. وفي السر، يعرب بعضهم عن قلقهم من أن بوتين قد يسعى للاستيلاء على مولدوفا، وهي جمهورية سوفيتية سابقة أخرى لم تنضم أبدًا إلى الناتو وتعتبر معرضة للخطر بشكل خاص. كما أن هناك مخاوف متجددة بشأن جورجيا، التي خاضت حربًا مع روسيا في عام 2008. وهناك احتمال آخر أن بوتين الغاضب من بطء هجومه في أوكرانيا، قد يصل إلى استخدام أسلحة أخرى وهي الكيميائية والبيولوجية والنووية والسيبرانية.
وفي هذا السياق قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سولفان: “جزء من سبب لجوء بوتين إلى تكتيكات متطرفة مثل استخدام الأسلحة الكيماوية هو أنه محبط لأن قواته لا تتقدم”.
نيويورك تايمز لفتت إلى أن البيت الأبيض والقيادة العسكرية الأميركية العليا تعكف على صياغة كيفية الرد على سلسلة من التصعيد، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية الكبرى على المؤسسات المالية الأميركية واستخدام بوتين لأسلحة كيماوية أو حتى السلاح النووي.
العمليات الميدانية مرتبطة كذلك بمدى صمود مدينة كييف في وجه الغزو الروسي، وفي هذا السياق أخبر الجنرال سكوت دي بيرير، مدير وكالة استخبارات الدفاع، أعضاء الكونغرس أن هناك حدًا للمدة التي يمكن أن تصمد فيها كييف مع اقتراب القوات الروسية من الشرق والشمال والجنوب، وقال الجنرال بيرير: “مع انقطاع الإمدادات، سيصبح الأمر يائسًا إلى حد ما وقد تسقط في غضون 10 أيام إلى أسبوعين”.