سيول جارفة تعزل قرى يمنية وتغلق طرقاً رئيسية وسط تحذيرات من فيضانات أشد

مرصد مينا

شهدت عدة محافظات يمنية خلال الأيام الماضية سيولاً جارفة تسببت في أضرار واسعة النطاق، تمثلت في إغلاق شوارع رئيسية وعزل قرى بأكملها، فضلاً عن تضرر منازل ومحال تجارية وجرف سيارات ومركبات، في وقت تواصل فيه السلطات المحلية في العاصمة المؤقتة عدن أعمال شفط المياه وإزالة الأحجار والأتربة لإعادة فتح الطرق التي انقطعت جراء السيول.

مصادر محلية في حضرموت ذكرت أن السيول أدت إلى عزل قرى وتعطيل حركة السير في مديريتي ساه ووادي العين، كما شهدت مناطق أخرى في المحافظة جرف سيارات وتدفق سيول كبيرة، خصوصاً في وادي دوعن ووادي نسم. أما في محافظة أبين، فقد كادت مأساة أن تقع بعدما جرفت السيول سيارة تقل أسرة مكونة من نحو عشرة أشخاص، غير أنهم تمكنوا من النجاة بعد لجوئهم إلى جبل قريب.

وفي محافظة تعز، أدت السيول إلى جرف مركبات عدة وإغلاق الطريق الرابط بين تعز ولحج عند وادي المقاطرة – معبق، فيما لحقت أضرار كبيرة بالطريق الحيوي المؤدي إلى عدن. كما سُجلت خسائر مادية بعد جرف ثلاث مركبات إضافية وشاحنة محملة بالبضائع، ما أدى إلى قطع الطريق أمام معظم المسافرين.

وفي مأرب، أسفرت الأمطار الغزيرة عن انهيار سقف منزل طيني في مديرية الوادي، ما أدى إلى وفاة طفلتين، بينما حذرت مصلحة الدفاع المدني من استمرار هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية ورياح شديدة، داعية السكان والنازحين إلى الابتعاد عن الأودية ومجاري السيول وتجنب الاقتراب من أعمدة الكهرباء والأشجار حفاظاً على الأرواح والممتلكات.

إلى جانب الأضرار المباشرة، حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من استمرار هطول أمطار غزيرة في اليمن خلال الفترة الممتدة من أغسطس إلى أكتوبر المقبل، مع توقعات بزيادة مخاطر الفيضانات في المناطق الزراعية المنخفضة.

وذكرت بيانات المنظمة أن الفيضانات قد تؤدي إلى خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية بسبب جرف التربة السطحية وتدمير الأراضي المزروعة حديثاً، إضافة إلى تعطل وصول المزارعين إلى الأسواق وتأخر عمليات تخزين المحاصيل.

كما أشارت التوقعات إلى أن كمية الأمطار في أغسطس قد تصل إلى 150 ملم، فيما ستتجاوز بعض المناطق 300 ملم، أي ما يعادل 60 في المائة فوق المعدلات الطبيعية، ما يضاعف خطر الفيضانات المفاجئة.

ووفق المعهد الدولي لبحوث المناخ، فإن اليمن يواجه احتمالية قوية لهطول أمطار أعلى من المعدل الطبيعي خلال الأشهر المقبلة، وهو ما يهدد بتفاقم الأوضاع الإنسانية والأمن الغذائي في بلد يعاني أصلاً من هشاشة شديدة في البنية التحتية والموارد.

Exit mobile version