مرصد مينا
كشفت شبكة “سي بي إس” الإخبارية الأميركية، اليوم الخميس، نقلاً عن مصادر متعددة، أن مسؤولين أميركيين تلقوا معلومات تشير إلى أن إسرائيل “على أهبة الاستعداد” لشن عملية عسكرية ضد إيران، في تطور يثير مخاوف من تصعيد إقليمي محتمل.
وبحسب الشبكة، امتنعت كل من الجهات الإسرائيلية الرسمية والناطقين باسم البيت الأبيض عن التعليق على هذه المعلومات، ما يعزز الغموض المحيط بالتحضيرات الجارية وإمكانية تنفيذها فعلياً.
على مدى سنوات، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رفضه العميق لأي اتفاق نووي مع إيران، حيث أكد مكتبه أن إسرائيل نفذت “عمليات علنية وسرية لا تحصى” بهدف كبح تقدم البرنامج النووي الإيراني، الذي تعتبره تهديداً مباشراً لأمنها القومي.
وكانت تقارير سابقة قد أفادت برغبة إسرائيل في توجيه ضربة استباقية ضد طهران، رغم دعوات واشنطن المتكررة لتجنب التصعيد العسكري طالما استمرت المحادثات النووية الجارية بين الجانبين.
وفي مايو الماضي، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب علناً بأنه طلب من نتنياهو الامتناع عن مهاجمة إيران في الوقت الحالي، قائلاً: “أخبرته أن هذا سيكون من غير المناسب القيام به الآن، لأننا قريبون جداً من التوصل إلى حل”.
وتوقعت مصادر أميركية، في حال نفذت إسرائيل ضربتها العسكرية، أن ترد إيران على أهداف أميركية في العراق، مما يضع القوات والمنشآت الأميركية هناك في دائرة الخطر.
وفي هذا السياق، أعلنت الولايات المتحدة عن خطط لتقليص عدد موظفي سفارتها في بغداد لدواعٍ أمنية، وهو ما أكده ترامب، معتبراً أن الشرق الأوسط “مكان خطير”، خاصة في ظل التهديدات الإيرانية باستهداف القواعد الأميركية في حال اندلاع مواجهة.
وخلال ظهوره الإعلامي الأخير من مركز كينيدي، شدد ترامب على خطورة الوضع، قائلاً إن الأميركيين نُصحوا بمغادرة المنطقة لأنها “قد تكون خطيرة جداً”، وأكد مجدداً موقفه الحازم: “الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بتطوير سلاح نووي”.
يأتي هذا في وقت تسعى فيه إدارة ترامب إلى إبرام اتفاق جديد مع إيران للحد من برنامجها النووي، رغم أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشير إلى استمرار طهران في تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تقترب من العتبة المطلوبة لتصنيع سلاح نووي.
وفي حين يرفض ترامب بشكل قاطع السماح لإيران بأي مستوى من التخصيب، تصر طهران على أن هذا الحق لا يمكن التنازل عنه، مع تأكيدها المتكرر بأنها لا تسعى إلى تطوير أسلحة نووية.
ورغم حساسية المفاوضات الحالية، لا تزال الصورة ضبابية بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي.
وفي هذا السياق، صرّح مسؤولان أميركيان لشبكة “سي بي إس” بأن مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لا يزال يعتزم لقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأحد المقبل، في جولة سادسة من المحادثات النووية.
