قال متحدث في مركز مراقبة الطائرات “PlaneRadar”، يوم أمس السبت 27 تموز الحالي، إن طائرتين أمريكيتين للتجسس حلقتا فوق سواحل شبه جزيرة القرم الروسية، التي تدعي روسيا ملكيتها.
وأضاف المتحدث: ” إن طائرة أمريكية طائرة مضادة للغواصات من نوعP-8A Poseido تحمل رقم 169004 أقلعت من قاعدة سيغونيلا في جزيرة صقليا الإيطالية وحلقت فوق مياه البحر الأسود، وبعد ذلك فوق سواحل شبه جزيرة القرم”.
وحلقت في وقت لاحق طائرة أمريكية أخرى مجهزة بنظام مراقبة إلكترونية من نوع “Lockheed ЕР-3Е Orion” تحمل رقم 156511 فوق سواحل البحر الأسود الروسية.
وتعمد الولايات المتحدة الأمريكية إلى مراقبة التحركات العسكرية للمناطق التي تتنازع على السيطرة عليها مع روسيا مثل أوكرانيا إذ تدعم أميركا سياسياَ أوكرانيا الجارة لروسيا، وتأتي مراقبة شبه جزيرة القرم التي تتدعي كل من ورسيا وأوكرانيا ملكيتها، على خلفية الدعم الأمريكي السياسي لأوكرانيا.
كان يسكن شبه جزيرة القرم تتار القرم، وهم ابناء عم الأتراك وينحدرون من نفس السلالة.
كانت تسمى تافريدا أيضاً، تقع شمال البحر الأسود؛ يحدها من الشرق بحر أزوف، ومساحتها 26,945 كم2 ، وسكانها 2,355,030 نسمة وفقًا لتعداد 2019، أهم مدنها هي العاصمة سيمفروبل، وكان اسمها فيما مضى ;laquoاق مسجد;raquo; أي ;laquoالمسجد الأبيض;raquo; بلغة تتار القرم قبل أن يستولي عليها الروس عام 1783م.
اشتهرت سابقاً لوقوع حرب القرم بها في القرن التاسع عشر، وتمتعت بأهمية كبيرة في القرن العشرين لاحتواءها قاعدة بحرية روسية تعد الوحيدة من نوعها في المياه الدافئة، وهي مقر أسطول البحر الأسود الروسي.
كانت “جمهورية تتار القرم” إحدى الجمهوريات الإسلامية في شمال البحر الأسود و”القرم” وتعني باللغة التترية “القلعة”، ويعود تاريخ التتار المسلمون في جزيرة القرم للعصر العباس، حيث استقرت فيهاعدد من القبائل من أصول تركية التي أطلق عليها الروس لاحقا لقب التتار رغم عدم صلته بالتتار المغول.
الجزيرة تحوي سوقاً لتجارة العبيد ومنها ينحدر العديد من المماليك كـ “الظاهر بيبرس ” ومنذ القرن الثامن الهجري ظهرت بقوة دولة تتار القرم ومدّت نفوذها الي المناطق المجاورة لها وفرضت ذات يوم الجزية على موسكو وحين قويت شوكة الروس بدأوا مهاجمة أطراف دولة تتار وجرت حرب القرم بينهم وبين العثمانيين إلى أن تمكّن الروس بعد قرابة القرن من غزو شبه جزيرة القرم وضمها لهم في سنة 1783 وتم ترحيلهم بالكامل إلى وسط آسيا في عهد “ستالين”، ولم يعودوا لموطنهم الأصلي إلا بعد ذلك بعقود.
بقيت الجزيرة ذاتية الحكم حتى ألغيت هذه الجمهورية الإسلامية التترية بقرار من مجلس السوفيت في شهر كانون الأول عام 1943 م، بحجة التعاون مع “هتلر” وبقرار من “ستالين” تعرّض جميع سكان جمهورية تتار القرم للتهجير الجبري اللا إنساني، إلى أكبر صحراء جليدية في العالم وهي “سيبيريا” وبعد أن كانت هذه الجمهورية من أهم مناطق العمران البشري، تحوّلت إلى أطلال على أيدي الروس الروس.
بلغ عدد المساجد التي هدمها الروس في شبه جزيرة القرم 1500مسجد، ونفي الشعب التتري يومها في عربات القطارات المخصصة لنقل الحيوانات والبضائع التي لم تكن تتوقف إلا لأجل الاستزادة بالوقود وإلقاء جثث الموتى، حيث مات الشيوخ والأطفال من شدّة تكدس العربات التي ظلت تسير ليلاً ونهاراً مدّة شهر كامل، ومن تبقى من التتار الرافضين لترك مدينتهم زًج بهم في البحر ولايعرف مصيرهم حتى اليوم.
وفي الخمسينيات قام زعيم الإتحاد السوفيتي “خروتشو” بضم القرم لمسقط رأسه “أوكرانيا” التي كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي وكانت يومها عملية شكلية إلا أن انهيار الاتحاد السوفييتي.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا