مرصد مينا- السودان
حددت الولايات المتحدة الأمريكية شروطها، لمواصلة الدعم حذر المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي “جيفري فيلتمان”، قادة السودان من أن استمرار الدعم السياسي والاقتصادي الأميركي لبلادهم مرهون بمواصلة مسار نقل السلطة في البلاد إلى المدنيين.
وسائل إعلام أمريكية، نقلت عن المتحدث باسم وزارة خارجية واشنطن، “نيد برايس” قوله إن “جيفري فيلتمان أكد لدى لقائه برئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وكذلك رئيس الوزراء المدني عبدالله حمدوك، ضمن زعماء سياسيين آخرين، أن دعمنا للسودان يعتمد على التزامه بالنظام الانتقالي”.
وأضاف “برايس” أن “فيلتمان شجع قادة السودان على تحمل مسؤولياتهم وطمأنة شعبهم”، مشددا على أن “الولايات المتحدة ستواصل مراقبة التطورات في السودان عن كثب”.
كما أشار “برايس” إلى أن “الانحراف عن هذا المسار والتقاعس عن الوفاء بالمعايير الرئيسية سيعرضان علاقة السودان الثنائية مع الولايات المتحدة للخطر، بما في ذلك المساعدات الأميركية الكبيرة”.
يشار إلى أن السودان يعيش، منذ الحادي والعشرين من أغسطس/ آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في الثالث من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وحصل مجلس السيادة السوداني على إعفاء من الديون من الغرب، في الوقت الذي يواجه فيه أزمة اقتصادية حادة.
لكن ليس لدى مجلس السيادة المؤلف من 11 عضوا موعد حتى الآن لتسليم قيادة المجلس من العسكريين إلى المدنيين.
يذكر أن “فيلتمان”، كان قد زار السودان خلال الفترة الممتدة من الثامن والعشرين من سبتمبر الماضي إلى الأول من أكتوبر الجاري، بعد أسبوع على محاولة انقلاب أثارت التوترات بين الجماعات المدنية والعسكرية التي تتقاسم السلطة في البلاد.
وقالت السلطات السودانية إن مخططي الانقلاب الموالين للرئيس المخلوع عمر البشير كانوا يحاولون إحباط الثورة التي أطاحت بالبشير من السلطة في 2019، وأدت إلى الانتقال إلى الديمقراطية.
ويرى مراقبون أن الانقلاب الفاشل، الذي أدانته الولايات المتحدة، يشير إلى المسار الصعب الذي يواجه السودان في ظل اتفاق هش لتقاسم السلطة بين العسكريين والمدنيين، منذ الإطاحة بالبشير الذي حكم السودان قرابة 30 سنة ونبذه الغرب.
الجدير بالذكر أن الأوضاع بين مكونات السلطة في السودان، قوى إعلان الحرية والتغيير والمكون العسكري، تفجرت خلال الأيام الماضية في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة.