fbpx
أخر الأخبار

شيعة لبنان.. لعبة “الفرسنة”.. المطرقة والسندان

يوم انتقل حسن نصر الله من البازورية طفلاً إلى “برج حمود”، نقل معه “طفلاً” عقدة حزام البؤس، ما يعني كراهية المدينة التي تعني بالنسبة له، المركز الذي سيكون فيه وعائلته “على الهامش”، وحال نصر الله لم يكن ليختلف عن حال معظم جنوبيي لبنان، الذين  بلا شك يعانون الفقر والفاقة، وكليهما محركان نشطان للتطرف، وهذا لايعيب نصر الله ولا سواه من أبناء هوامش المدن الذين صعدوا للإمساك بمفاتيح المدن في لحظة ما، غير أنه سيكون وابلاً على بلد لايحتمل كل هذا التطرف وذاك السلاح، اقلّه وثمة مرجعيات شيعية اشتغلت على محو هذه العقدة وقد يكون من أبرز قادتها الإمام موسى الصدر، وهو الإصلاحي المسكون بلبنانيته دون أن يدّخر خطابًا ولا لغة لتأكيد توأمة المسجد مع الحوزة، والحوزة مع الكنيسة، وكانت النتائج اختطاف الإمام الصدر الذي بقي مجهول المصير، لتصعد من غيابه قيادات شيعية تربت في “قٌم” مدرسة التطرف التي أنتجت فيمن أنتجت عباس الموسوي وراغب حرب، وهما المؤسسان الفعليان لحزب الله، وهو الحزب المشتق من الحوزة الإيرانية التي أنتجت بدورها “الإمام الفقيه”، بصيغته الدموية، وهي صيغة اشتغلت اول ما اشتغلت على تصفية مرجعيات شيعية كبيرة ووازنة، ومن اولى إنجازاتها  اعتقال الإمام شريعتمداري، عام 1982، بتهمة تدبير انقلاب على الثورة، ووضعه تحت الإقامة الجبرية، حتى مات ودُفن ليلاً، في ظروف صعبة، حيث مُنع كلّ تلامذته من حضور جنازته، وسواه من مرجعيات شيعية، وبالأخص مرجعيات شيعية لبنانية على التضاد من “ولاية الفقيه” قد يكون من أبرز أعلامها محمد مهدي شمس الدين وهاني فحص، ولكيهما تلامذته ومريديه، والتلامذة والمريدين لابد ويرفضون رفضًا لا التباس حوله “فرسنة” لبنان وتبعيته للولي الفقيه، فيما الصمت لايعدو أن يكون صمتًا تحت المطرقة، واليوم وعلى ما يرسمه المشهد الشيعي في لبنان، فالشقاق الشيعي / الشيعي لابد آت، وليس مستبعدًا أن يحدث أولاً في صفوف الثنائي الشيعي أمل وحزب الله، ومن يصغي لخطابات نبيه بري سيما آخرها، لابد ويلحظ ذلك التركيز على مطلب “عروبة” الرئيس، و”عروبة” “رئيس الوزراء”، وتكرار مفردة “عروبة” وهي الكلمة الاكثر إثارة لعدوانية حزب االله المشتق من الحوزة الفارسية، ما يعني أن الصراعات المؤجلة ما بين الفريقين قد ترفع صوتها عاليًا، أقله والقاعدة الشعبية الشيعية الممتدة حتى آخر الجنوب، قد ادركت وتدرك يومًا بعد يوم بأن التبعية لإيران لاتعني سوى المزيد من الغرق بالفقر والموت والضحايا، الوضع الذي سيفجر صراعات شيعية / شيعية، سيكون لمرجعيات شيعية دور فيها، فيما قوى اليسار الشيعي الذي ابتلعته العمائم لابد ويستعيد دوره إن لم يكن بصيغة اليسار التاريخي القديم من مثل يسار “مهدي عامل” فيسار جديد يعرف مدى التورط بالصيغة الإيرانية، ومدى خطورة “فرسنة” الشيعة وعزلهم عن امتدادهم العربي، وهذا ما شهدته العراق، ولا احد يستهين بما شهدته ميادين بغداد، فتمزيق صور قاسم سليماني بأياد شيعية يعني الكثير الكثير، ومن هذا الكثير ما سينتقل إلى لبنان ليفجر الحاضنة الشيعية لحزب الله ويجعله في مواجهة تعني “العزلة” والسقوط في العزلة، وكل المؤجل قد يتفجر في لحظة ما، وهو قابل لهذا الانفجار.

لحظة صادمة، مغايرة، لابد وتفاجئ من لايعرفون حجم الغليان في البيئة الشيعية التي امتدت قوافل ضحاياها وصور ضحياها على طول الطريق الواصل من مطار بيروت إلى قلب العاصمة، وتحت عنوان “ياحسين” و” الشهادة ياحسين”.

أبناء الشيعة وقد عاشوا مرارة المطرقة والسندان، يعرفون أن السندان في إفقار لبنان، أما المطرقة فمازالت مطرقة حزب الله، وبهذا لابد من تفكيك الصيغة:

ـ بالسلام؟ ممكن.

بالعنف إذا ما استحال السلام.

وليته لايستحيل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى