مرصد مينا
كشف صحيفة” وول ستريت جورنال” الأمريكية تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله “فؤاد شكر”، بعد استهداف إسرائيلي لمبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت في الـ30 يوليو الماضي.
ووفقا للصحيفة في تقرير نشرته اليوم الأحد، فإن “عملية الاغتيال تضمنت اختراق الشبكة الداخلية لحزب الله، بالإضافة إلى مكالمة هاتفية أوصلت شكر إلى الطابق السابع من المبنى الذي يعيشُ ويعمل فيه أيضاً”.
واعتبرت الصحيفة إنَّ إسرائيل “قتلت شبحاً”، مشيرة إلى أنَّ فؤاد شكر كان “أحد أهم الشخصيات في تاريخ حزب الله، لكنهُ عاش حياة تكادُ تكون غير مرئية”.
وأضافت:”لقد ظهر الرجل قليلاً في التجمعات الصغيرة للحزب مع كبار المسؤولين. وفي وقتٍ سابقٍ من هذا العام، حضر شكر جنازة ابن أخيه الذي قضى خلال المواجهات مع إسرائيل”.
وأكدت أن شكر “شارك في هذه المراسم لبضع دقائق فقط” كذلك، “كان وجه شُكر مجهولاً إلى حدّ أن الشبكات الإعلامية اللبنانية نشرت صوراً مزيفة له بعد وفاته”.
تقرير الصحيفة الأمريكية كشف كذلك، أن شُكر أمضى يومه الأخير بمكتبه ضمن الطابق الثاني في المبنى الذي قصفته إسرائيل في الضاحية الجنوبية، بينما كان يعيشُ في الطابق السابع بنفس المبنى وذلك لتجنب الحاجة إلى التنقل كثيراً.
وقالت الصحيفة إن فؤاد شكر استطاع التخفي عن الولايات المتحدة لمدة أربعة عقود، منذ أن أدى تفجير وقع في أكتوبر عام 1983 إلى مقتل 241 جنديًا أميركيًا في ثكنة لمشاة البحرية في بيروت، والذي تقول إنه ساعد في التخطيط له.
وبحسب الصحيفة، فإن “شكر يعد أحد مؤسسي حزب الله، وهو صديق موثوق به منذ فترة طويلة لأمين عام حزب الله حسن نصر الله”.
وتضيف أنه على مدى الأشهر العشرة الماضية، كان يقود المناوشات المكثفة المتزايدة عبر الحدود مع إسرائيل.
كما أكدت أنّ حسن نصرالله ذكر أنّ شكُر تحدث معه قبل ساعات فقط من اغتياله، مضيفة أنه “عشية تنفيذ عملية القتل، قال مصدر في حزب الله للصحيفة إن شكر تلقى اتصالاً هاتفياً من شخص قال له إنه سيأتي إلى المبنى الذي يقطنه وتحديداً إلى شقة الطابق السابع، وحوالى الساعة الـ7.00 مساء يوم 30 يوليو، قصفت إسرائيل المكان، ما أسفر عن وفاة شكر وزوجته وسيدتين أخريين وطفلين”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في “حزب الله” قوله إنَّ طلب صعود شكر إلى الطابق السابع، حيث يسهل على إسرائيل قصفه، جاء من “شخصٍ ربما اخترق شبكة الاتصالات الداخلية لحزب الله”.
أيضا فقد أفاد المصدر -بحسب الصحيفة- أن”حزب الله وإيران يواصلان التحقيق في الفشل الاستخباراتي الذي حصل، ويعتقدان أنّ إسرائيل تمكنت من التغلب على دفاعات الحزب باستخدام تكنولوجيا وأدوات قرصنة أكثر تقدُّماً”.
وكانت إسرائيل شنت في 30 يوليو الماضي غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف “القيادي المسؤول عن هجوم مجدل شمس” في الجولان السوري المحتل والذي أدى لمقتل 12 شخصا جلهم من الأطفال واليافعين السوريين.
وقالت مصادر صحفية إن”القيادي المستهدف في ضاحية بيروت بحجم عماد مغنية”، وترددت حينها أنباء عن أنه فؤاد شكر المستشار العسكري لحسن نصر الله و”مدير مشروع دقة الصواريخ في حزب الله”.
أيضا، فإن “شكر” هو القائد العسكري الأول لحزب الله بالجنوب، وهو مدرج على قائمة العقوبات الأميركية، ويعمل في حزب الله منذ أكثر من 30 عاماً.
وسبق أن رصدت الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار، مقابل معلومات عن فؤاد شكر، المعروف أيضاً باسم الحاج محسن.