
مرصد مينا
كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، أن إيران بدأت في تزويد ميليشياتها في العراق بأسلحة أرض-أرض، وذلك في خطوة غير مسبوقة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية إقليمية، قولها، إن عملية نقل الأسلحة تمت الأسبوع الماضي عبر تنسيق مباشر من سلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني.
وأضافت الصحيفة أن إيران لم تكتفِ بنقل صواريخ باليستية قصيرة المدى مثل قدس351 وجمال 69، بل سلّمت أيضاً أنواعاً جديدة من الصواريخ بعيدة المدى، لم تكن موجودة سابقاً لدى هذه الميليشيات، ما يتيح لها نظرياً استهداف مواقع بعيدة، قد تشمل أوروبا.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها تزويد وكلاء إيران في العراق بصواريخ بعيدة المدى، في محاولة لتعزيز الوجود العسكري الإيراني في المنطقة في وقت تستعد فيه واشنطن للانخراط في مفاوضات مع طهران حول برنامجها النووي وأنشطتها المزعزعة للاستقرار.
ورغم التصريحات الإيرانية التي كانت تُبدي استعداده لتقليص وجودها العسكري في المنطقة، فإن طهران تواصل تعزيز دعمها للميليشيات الشيعية القوية في العراق، وهو ما يبدد الآمال في أن تقوم بتغيير نهجها في ظل المفاوضات المرتقبة.
وهذه هي المرة الأولى التي تحصل فيها ميليشيات عراقية حليفة لإيران على صواريخ بعيدة المدى.
في الوقت نفسه، أكدت الحكومة العراقية أكثر من مرة حرصها على تجنب توسع الصراع الإقليمي إلى أراضيها.
وكشفت مصادر من داخل العراق أن العديد من الفصائل الموالية لإيران أبدت استعدادها لتسليم أسلحتها خوفاً من تصعيد أميركي.
ووفقاً لوكالة “رويترز”، قالت مصادر عسكرية عراقية إن “عدة فصائل مسلحة بدأت في إخلاء مقارها الرئيسية منذ بداية هذا العام لتجنب الغضب الأميركي”.
وفي هذا السياق، حذر مسؤولون أميركيون العراق من أن الولايات المتحدة قد تستهدف تلك الجماعات بغارات جوية إذا لم تتخذ الحكومة العراقية إجراءات ملموسة لحل الميليشيات المسلحة على أراضيها.
تأتي هذه التطورات في وقت أبدت بعض الفصائل الشيعية مثل “كتائب حزب الله” و”النجباء” مرونة في تسليم سلاحها، في خطوة تهدف لتجنب التصعيد مع الولايات المتحدة التي حذرت من نقل الحرب إلى مستويات أكثر دماراً.