مرصد مينا
ذكرت صحيفة “صباح” التركية القريبة من الحكومة أن شرطة مكافحة الإرهاب في إسطنبول تمكّنت من خلال عملية نفّذتها في الأشهر الماضية في إسطنبول من الحصول على قائمة تحوي أسماء ومعلومات تفصيلية حول 9952 (ذئب منفرد) عنصر من عناصر تنظيم الدولة
الصحيفة أوضحت أن العملية انطلقت من مقهى في إسطنبول وانتهت باعتقال مشتبه فيه كان يحمل قاعدة البيانات التي بحثت عنها أجهزة مخابرات غربية، فيما قادت مفاوضات مجموعة تعمل لصالح المخابرات الإيرانية للحصول عليها مقابل أكثر من 9 ملايين دولار. قاعدة البيانات، تضمن معلومات عن السير الذاتية للذئاب المنفردين، بداية من مهاراتهم إلى أماكن إقامتهم ومعلومات الهويات الخاصة بهم.
وأشارت إلى أن معظم وكالات الاستخبارات من جهاز المخابرات البريطاني “إم آي 6” إلى وكالة المخابرات المركزية الأميركية “سي آي إيه” إلى الموساد الإسرائيلي كانت تعرف بوجود قاعدة البيانات وكلّفت وكالات المخابرات 40 عميلاً في طاجيكستان وأوزبكستان وباكستان لتعقّب قاعدة البيانات المعروفة بحيازة معلومات أعضاء “داعش” في تلك البلدان.
قاعدة البيانات هذه كانت في حوزة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي الذي قُتل في غارة أميركية عام 2019 قبل أن تكتشف الاستخبارات الأميركية أن “قاعدة البيانات” باتت في حوزة خليفة البغدادي، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.
واكتشفت وكالات الاستخبارات التركية محادثات مشبوهة بين أشخاص خاضعين إلى تنصتها، وكانت المحادثات تتعلق بتسليم “بضاعة” تخص التنظيم من دون أن تعرف الوكالات محتوى ذلك، وأدت المحادثات التي جرت بين مقاتل داعشي أجنبي ومتعاونين محليين إلى تشديد طوق المراقبة.
صحيفة حرية نقلت عن مدير شعبة مكافحة الإرهاب في مديرية أمن إسطنبول، عبد الرحمن صاووكصو قوله إن المحادثات جرت بين خمسة أشخاص على صلة بالاستخبارات الإيرانية اجتمعوا في مقهى بإسطنبول وتحدثوا عن سرقة طاولة “البضاعة” وأن السارقين المنتمين إلى التنظيم يفاوضون الخمسة لبيعها من دون أن يعرفوا أنها ستنتهي في إيران، وذلك في مقابل 8.5 مليون يورو (9.33 مليون دولار)، مضيفة أن الطرفين اتفقا على إبرام صفقة البيع في إسطنبول، وحين وصل البائع الداعشي إلى إسطنبول أطلقت شرطة المدينة العملية، وأوقف الداعشي في قاعة الوصول بمطار إسطنبول وعُثر على قاعدة البيانات في حوزته. كما وأوقفت الشرطة الخمسة أيضاً، ومن بينهم أذربيجاني من أصل إيراني يعمل سراً في تطوير مسيّرات في إيران، وإيراني يدير شركة لنقل البضائع بين تركيا وبلدان في آسيا الوسطى، ورجلا أعمال يوفّران قطع غيار لمشاريع دفاعية إيرانية لم تحدد الصحيفة جنسيتهما لكن يبدو من اسميهما أنهما تركيان.
ولفتت الصحيفة أن القرشي أرسل قاعدة البيانات مع داعشي لتسليمها في بلد غير سوريا، حيث كان القرشي يقيم، وانتحر خلال غارة أميركية على موقعه العام الماضي، لكن المرسال عرف ما فيها وقرّر بيعها، وبعدما اختفى لفترة، عثر التنظيم عليه، فزعم ضياع قاعدة البيانات، فعذّبه معتقلوه وقطعوا قدميه، لكنه أصر على كلامه، وأعدم التنظيم ثلاثة أشخاص اشتبه في أنهم ساعدوا في عملية السرقة، ولم يتضح من تقرير الصحيفة ما إذا كان المرسال هو نفسه الداعشي الذي أوقف في مطار إسطنبول. وأضافت أن قيادة التنظيم لم تصدق أن قاعدة البيانات ضاعت ببساطة، وطاردت المشتبه بهم المحتملين الذين اعتقدوا أنهم سرقوا قاعدة البيانات، وفي النهاية أعدموا عضواً في “داعش” بأوزبكستان واثنين آخرين في سوريا للاشتباه في تورطهم في السرقة، لكنهم فشلوا في تحديد موقع القائمة الثمينة للإرهابيين من الذئاب المنفردة.