نشرت صحيفة تشرين الرسمية السورية قبل يومين، مقالاً بعنوان “الطراطسة سرقوا 1.416 مليون كيلو واط كهرباء في 6 أشهر” المقال يقصد به الاستجرار غير المشروع للكهرباء في طرطوس ويعرف أهالي المحافظة بتأييدهم لنظام الأسد، إضافة كون المحافظة خزان بشري لرفد الجيش السوري بالمقاتلين.
وبحسب دليل الحض على العنف والكراهية الذي أصدره المركز السوري للإعلام وحرية التعبير المرخص في فرنسا، فإن أي كلمة أو عبارة موجهة لفئة معينة أو مكون مجتمعي ما، وتحمل معنى سلبي تدخل ضمن “الخطاب الإعلامي الذي يحض على العنف والكراهية”.
ونشأت موجة انتقادات كبيرة وحادة على وسائل التواصل الاجتماعي من أهالي المحافظة، اتجاه الصحيفة “الرسمية” معتبرين أن الصحيفة وكاتبة المقال قصدوا الاستهانة بماسموه “التضحيات الكبيرة التي قدمتها المحافظة للحفاظ على الوطن والكهرباء”.
وكان في مقدمة المنتقدين رئيس مجلس إدارة اتحاد غرف الصناعة السورية “فارس شهابي” حيث كتب في حسابه على الفيس بوك: “الطراطسة” لم يسرقوا بل رفعوا راسنا عالياً وقدموا خيرة شبابهم شهداء لكي نحيى”. وتابع: “عيب أن يمر على إدارة تحرير جريدة عريقة كتشرين عنوان غبي كهذا. . . هزلت” وعلقت غالية ارحيم هيبو وهي أستاذة جامعية في جامعة حلب: “عيب كبير وخطأ كبير جدا ان تنشر جريدة على اساس انها وطنية وتابعة للدولة هكذا مقال تحريضي، عيب عليكم يا اسرة تحرير جريدة تشرين والله عيب”.
فيما عبّر إياد قدور عن استياءه من استخدام كلمة “طراطسة” قائلاً:” لماذا التعميم واستخدام كلمة “طراطسة” الغير لائق، أنا من صافيتا من محافظة طرطوس ولا يستخدم مصطلحات كذلك غير السوقيين”.
وارتآى البعض أن العنوان مثير للسخرية فعلق “لاتسرق فالحكومة تكره من ينافسها” “ولولا شباب طرطوس لمابقيت الدولة ولا الكهرباء” من جهتها نشرت الصحفية “ثناء عليان” عبر حسابها في الفيس بوك توضيحاً عما حدث، “أحيطكم علماً بأن المادة الأصلية التي قمت بكتابتها لم تكن تحمل هذا العنوان، وإنما تم نشره نتيجة خطأ إخراجي على النسخة الورقية، وقد تم التنويه عن حدوث هذا الخطأ من قبل رئاسة التحرير في الجريدة على موقعها الالكتروني”.
كما اعتذرت صحيفة تشرين عبر موقعها اليوم الثلاثاء9/7/2019 عن “الخطأ الذي وقع في العنوان لجهة التعميم” وجاء في الاعتذار: “السادة القرّاء نلفت انتباهكم إلى أن ما نُشر في عدد أمس عن ضبوط استجرار غير مشروع للكهرباء في محافظة طرطوس، إنما كان لحالات تم ضبطها في المحافظة، الصحيفة تعتذر عن الخطـأ الـذي وقــع في العنــوان لجهة التعميم، مع الإشارة إلى أنه تم اتخاذ الإجــراءات المهنية المناسبة منعـــاً لتكرار خطأ كهذا بما في ذلك إجــراءات إداريــة لمحاسـبة المخطئ”. وصحيفة تشرين هي صحيفة حكومية سورية رسمية يومية سياسية شاملة، تصدر عن “مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر” في العاصمة السورية دمشق ويرأس تحريرها محمد البيرق منذ شباط 2017.
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.
