fbpx

صراع روسي إيراني على الجنوب السوري

الجنوب السوري صلة الوصل بين الأراضي الفلسطينية المحتلة، والجولان السوري ببقية بلاد الشام، فيها سبل الوصول لعمق شبه الجزيرة العربية عبر الصحراء السورية الأردنية، وإلى العمق الخليجي عبر بادية الشام فجنوب العراق، أرض الضغط على المصالح الإسرائيلية، ونقطة التوافق في هذا الملف، لذلك فهو مطمع لكل من إيران عبر أذرعها ومليشياتها المنتشرة في المكان، وعلى رأسهم حزب الله، كما أنه نقطة ارتكاز للروس في أي اتفاق دولي يضمن أمن الكيان الإسرائيلي في مرتفعات الجولان السوري المحتل، وفي الأراضي الفلسطينية.

تتصارع كل من إيران وروسيا على تدعيم نفوذهما في المحافظات الجنوبية السورية –درعا والقنيطرة-، حيث تسعى موسكو مرة أخرى إلى فرض شخصيات عسكرية جديدة في مدينة درعا وأريافها على غرار التي قادت “المصالحات” مع قوات النظام قبل أكثر من عام ونصف، وفق مصادر في المعارضة المسلحة.

وأكدت مصادر محلية بأن، موسكو تهدف بهذه الطريقة للحد من النفوذ الإيراني في عموم درعا، والتخلص من بعض المعارضين المسلحين، الذين رفضوا عقد المصالحات مع النظام.

ومنذ “المصالحة” التي شملت معظم أرياف درعا، قُتِل معظم القادة المعارضين الذين ساهموا في تلك “التسويات”، وتجاوز عددهم أكثر من 27 قُتِلوا في ظروف غامضة وبطرق مختلفة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك بسبب تردي الأوضاع الأمنية في محافظة درعا، حيث تتكررت حالات الاغتيال والاختطاف في أرجاء المحافظة، بعد أن تمكنت قوات النظام من فرض سيطرتها عليها، إثر “تسوية” تمت مع فصائل من المعارضة السورية المسلحة في تلك المناطق، برعاية روسية منتصف عام 2018، ما يوجه أصابع الاتهام إلى عناصر النظام السوري، والميليشيات الإيرانية المرافقة لها.

فقد تمكنت ميليشيات النظام السوري من العودة إلى درعا، إثر موافقة فصائل من المعارضة المسلحة على إجراء “تسوية” معها برعاية روسية، وذلك بعد انسحاب ميليشيات الأسد من المحافظة التي اعتبرت “مهد الثورة السورية”، لسنوات وعاد معها مقاتلون من ميليشيات “حزب الله اللبناني” إلى جانب الروس الذين أشرفوا على تلك “المصالحات”.

وأكد الأهالي في محافظة درعا، أن المصالحات ساهمت بفرض ميليشيات حزب الله سيطرتها بقوة في مدينة درعا وأريافها وصولاً لحدود مدينتي السويداء والقنيطرة”، مشيرين إلى أن “ازدياد نفوذ هذه الميليشيات في درعا يأتي نتيجة غياب ولاء مطلق لروسيا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى