صنم العراق وإله هتلر !!

د.حذيفة المشهداني

في قريش كان الكاهن يقول لعابدي الصنم: ان الصنم يطلب منكم جمل حتى يلبي طلبكم!!! طبعا الصنم لا يتكلم، ومن يريد الجمل ويستفيد منه هو الكاهن!!

ولو قال الكاهن للناس اريد جملا لي لما أعطاه اياه أحد، لذلك تكون الحيلة بإيجاد صنم يعبده الناس ويقدسونه ويموتون في سبيله ويعظمونه.. ثم يتصدر الكاهن الحديث باسم الصنم .. ويدعو الناس لتقديس الصنم وتعظيمه.. حتى إذا طلب من عابدي الصنم شيئا باسم الصنم، دفعوه للكاهن وهم فرحون بل ينتظرون من الكاهن ان يخبرهم بأن الصنم قد تقبل عطاءهم!!!

قبل الحرب العالمية الثانية.. وفي خطاب لهتلر قال إن سيصنع للألمان إلها يعبدونه في الارض بدل الله!!  إنه الوطن الالماني.. في سبيله يموتون ومن أجل عزته ورفعته يضحون!!!

طبعا الوطن وثن معبود من دون الله كالصنم.. لا ينطق، ومن يتحدث باسم الوطن هم السياسيون الذين يمثلون الكهان بالنسبة للصنم.. وعندما يطلبون من الناس التضحية للوطن فهم إنما يطلبون من الناس التضحية من أجلهم ومن أجل بقاء سلطانهم أسيادا على بسطاء الناس …

والناس العابدة للوطن فرحة.. تموت في سبيل الوطن فيلقي عليها السادة اسم (شهيد الوطن).. بينما السادة لايموتون في سبيل الوطن ولا يجعلون ابناءهم يموتون في سبيل الوطن.. لانهم هم الوطن ومن أجلهم يموت عابدو الوطن..

تسمع دائما كلمات ضخمة مثل (خزانة الدولة – ممتلكات الدولة – أراضي الدولة – ھیبة الدولة – رئیس الدولة )

ویموت الجمیع كي لا تسقط الدولة.. الدولة.. الدولة.. الدولة.

ولا یوجد أحد یسأل نفسه: ما هي الدولة؟!!! .. ما هذا (المسمى الاعتباري) المقدس الذي تنسبون إلیه كل شيء؟

ومن حقه أیضا أن یسلب منكم كل شيء: دینكم.. أرواحكم.. كرامتكم.. لقمة عیشكم!!

ما هو ھذا الوثن المقدس الذي تطلبون من الناس أن تجوع لیشبع ھو؟

وتتقشف لینعم هو؟؟

وتموت لیعیش هو؟؟

وتُھان من أجل أن یحفظ ھیبته؟

في الحقیقة:

الدولة ھي”وثن وھمي”، تدعي وجوده مراكز القوى المغتصبة لسلطة الله, والمستبدة بعباد الله، حتى تتستر وراء اسمه، بینما كلمة “الدولة” لا تعني عندھم في الحقيقة إلا “سلطتهم” ومراكز قوتهم !! ..

وحتى یتقبل الناس فكرة الخضوع والإذعان لھم فھم یدّعون دائما: أن كل ما یفعلونه لیس لأنفسھم واسرهم، بل من أجل الدولة ومصلحة الوطن “.

یأخذون أموالك ویسرقون حقوقك ثم یدعون أنھم أخذوھا لأجل أن یوفروا أموالا للدولة ومصلحة الوطن، یھینونك شر إھانة ویستحلون دمك ثم یدعون أنھم یفعلون ذلك حفاظا على ھیبة الدولة ومصلحة الوطن، یستغلون الجنود في حفظ كراسیھم وسلطتھم ویزجون بھم في مواطن الموت ثم یدعون أنھم یحمون الدولة والوطن!!

إذ لو قالوھا صراحة: (نحن نقتلكم ونھینكم ونسلب اموالكم لأجل سلطتنا) لما تقبلھا أحد ! ثم إذا أرادوا أن یضفوا مزیدا من التقدیس والتعظیم على ھذا الوثن سموه باسمه الوطن المقدس.

* على سبيل المثال في العراق يجعلون الشعب يردد وراءھم:-

“نموت نموت ويحيا العراق،

نحن فداء العراق، عاش العراق حر … “.

إذا كان مطلوباً من الشعب أن یموت ليحيا العراق؟ فلنا ان نتساءل: ماهو العراق حتى يموت الشعب ويسجن ويهان من أجلها؟!!

إذن فالعراق لیس الشعب … ھل هو الأرض؟!!

إذا كانت الارض.. فمن وضع حدودها؟؟ وهي حدود تتغير على مر التاريخ والثابت الوحيد هو الاسم فقط؟؟ بل معظم حدود الاوطان الحاليه وضعها (الانجليز والفرنسيون) ولم يصنعها جدي وجدك!!!

ثم هب أننا اتفقنا على حدود الارض … فھل الأرض ھي التي تمتلك الناس أم الناس ھم الذین یملكونھا؟؟

إنكم يا سادة لا يملك معظمكم بيته الذي يقطن فيه, ومن ملك ارضا او بيت فانه يدفع عليها ضرائب لدولته وكأنه يستأجره من رئيس الدولة وحزبه وحكومته !!!

بل جميعنا يدفع في أرض الوطن ثمن قبره الذي سيدفن فيه.

Exit mobile version