نبيل الملحم
واجه مذيع الإخبارية الحكومية السورية إحراجاً بالغاً مع ضيفه اللبناني الذي وصف زيارة الرئيس بشار الأسد إلى الصين بأنها: “بأهمية القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي”، واستطرد الضيف ليصوّر الزيارة كما لو أنها إنقاذاً للصين التي تبحث عن مكانها في العالم الجديد، ذلك أن ضيف البرنامج الحواري، اشتغل على تمجيد الرئيس الأسد وقد حمّله “حبل نجاة العالم” من “مستنقع الامبريالية وهيمنة القطب الواحد”.
كان هذا حال الإخبارية السورية، أما تظاهرات السويداء فقد رفعت يافطات من بينها يافطة كُتب عليها “الصينيون يأكلون كل ما يصادفهم من الحيوانات والحشرات.. سيدي الرئيس خّذ حذرك”، هذا عن التظاهرات أمّا كتّاب الفيس بوك فقد يحلو لواحد منهم استحضار المثل الصيني:”قبل أن تتكلم فكّر مرتين ثم.. اخرس سيدي الرئيس”.
وهكذا تقاطعت سخرية التظاهرات مع تبجيل “الإخبارية”، ليستكملا معاً السخرية من زيارة لم تُفهِم لا دوافعها ولا جدول اعمالها مع أن الخبر الرسمي للزيارة يقول بأن طائرة الرئيس محمّلة بالاقتصاديين ورجال الدولة بالإضافة للسيدة الأولى التي لابد وستكون على منصة ملاعب كرة القدم الصينية، لتكون الضيف الأعز على المليار ونصف مليار صيني، هذا عداك عن متابعي الملاعب على الشاشات.
زيارة هي مبعث للسؤال حتماً، والسؤال لابد ويتصل بـ “التوقيت”، أقله وبلاد السيد الرئيس تشهد اليوم انتفاضات الجنوب، واستعصاء الشمال، هذا بالإضافة للواقع المعيشي والاقتصادي “الجحيم” الذي يعانيه السوريون، وكل هذا وذاك لم يُشكّل دافعاً للرئيس ليخرج على شاشة التلفزيون الوطني ويخاطب ناس البلد “موبِّخاً” أو “مُطمئناً”، وقد اكتفى بالغياب الذي طالما فسّره خصومه بـ “الغيبوبة” حتى لم يعد “الشعب العظيم” يفرّق بينهما، ونعني أهو الغياب أم هي الغيبوبة؟ لتاتي الزيارة وكأنها تجيب عن سؤال الناس وأسئلة الغياب، ما جعل زيارته للصين كما لو انها رد على هذا السؤال على وجه التحديد، أما الإجابة فهي:
ـ أنا موجود.
أجداد العرب سبق وقالوا “اطلبوا العلم ولو في الصين”، وها هي الصين تمنح الشعب السوري المعلومة “السيد الرئيس في الحضور وبين الحضور وعلى رأس الحضور”.
حضور السيدة الأولى، وقد تغدو “ليدي غاغا” الملاعب برفقة جمهور الملاعب والمشجعين.
لا نعلم على وجه التحديد ما الذي سيحمله السيد الرئيس من زيارته للصين.
لا مكتبه الصحفي ينبئنا، ولا وكالة “شينخوا” الصينية تفتح أعيننا على الخبر اليقين.
كل ما نعرفه أن للصين سدّ عظيم، قد يعود من ورائه السيد الرئيس ليبشّر السوريين بأنه:
ـ التقط صورة تذكارية هناك.