مرصد مينا
كشفت صور التقطت بواسطة الأقمار الصناعية ووثائق حكومية صينية عن دلائل تشير إلى أن الصين بصدد بناء أول حاملة طائرات صينية تعمل بالطاقة النووية.
وتوضح الوثائق والصور التي حصلت عليها وكالة “أسوشيتد برس” ونشرتها أمس الأثنين، أن الصين قد أنشأت نموذجاً أولياً لمفاعل نووي مخصص لاستخدامه في سفينة حربية ضخمة، مما يثير التوقعات بشأن تطوير أول حاملة طائرات نووية محلية الصنع.
وبحسب الوكالة، اكتشف باحثون من معهد “ميدلبري” للدراسات الدولية في كاليفورنيا بالولايات المتحدة هذا المشروع أثناء تحقيقهم في موقع يقع في منطقة ليشان بمقاطعة سيتشوان جنوب غرب الصين.
وكان يعتقد في البداية أن المفاعل مخصص لإنتاج الوقود النووي للأسلحة، إلا أن التحقيقات كشفت أن المشروع هو في الواقع مفاعل نووي مخصص لتشغيل حاملة طائرات، وتم تسميته “مشروع لونغوي” أو “قوة التنين”.
وتعد هذه الخطوة جزءاً من التحديثات الضخمة التي شهدتها البحرية الصينية في السنوات الأخيرة، والتي تهدف إلى تعزيز قدرتها على العمل في البحار المفتوحة.
إضافة حاملة طائرات نووية إلى أسطول الصين ستكون خطوة كبيرة نحو تحقيق طموحاتها البحرية.
في هذا السياق، صرح تونغ تشاو، زميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في واشنطن، بأن “حاملات الطائرات النووية ستضع الصين في مصاف القوى البحرية الكبرى، وهي المجموعة التي تقتصر حالياً الولايات المتحدة وفرنسا”.
وفي تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية ” البنتاغون” حول القوة العسكرية الصينية في عام 2022، تم الإشارة إلى أن الصين زادت من بناء السفن الحربية وتعزيز قوتها اللوجستية، مع التوقعات بنمو أسطولها البحري ليصل إلى نحو 400 قطعة بحرية في المستقبل القريب.
جدير بالذكر أن عملية بناء حاملات الطائرات العاملة بالطاقة النووية تستغرق وقتاً أطول مقارنة بنظيرتها التقليدية، إلا أن هذه الحاملات، عند دخولها الخدمة، ستتمتع بقدرة على البقاء في البحر لفترات أطول نظراً لعدم حاجتها إلى إعادة التزود بالوقود.
كما ستوفر هذه الحاملات مساحة أكبر لتخزين الوقود والقذائف للطائرات، فضلاً عن قدرتها على إنتاج المزيد من الطاقة لتشغيل الأنظمة المتقدمة على متنها.
وتملك الصين حالياً ثلاث حاملات طائرات، من بينها الحاملة الجديدة “003 فوجيان”، التي تعد أول حاملة طائرات يتم تصميمها وتنفيذها بالكامل داخل الصين.
كما أعلنت الصين عن بدء العمل على بناء الحاملة الرابعة، إلا أنه لم يتم الكشف بعد عن ما إذا كانت ستعمل بالطاقة النووية أم بالطاقة التقليدية.