مرصد مينا – ايران
أعادت قضية ناقلات النفط الإيرانية المتجهة إلى فنزويلا إشعال فتيل التوتر مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي تفرض عقوبات على البلدين، لمنعهما من تصدير واستيراد الوقود.
التلفزيون الرسمي الإيراني أكد، اليوم، أن ناقلات النفط الخمس، المحملة بـ1.053 ألف برميل، تتجه حاليا إلى فنزويلا، مشيرا إلى أن أول ناقلة من المقرر أن تصل وجهتها يوم غد الأحد، فيما لا تزال الأربع المتبقية تبحر في المحيط الأطلسي.
طهران تهدد
بعد الإعلان عن قرب وصول أول شحنة نفط إلى فنزويلا، هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة الأمريكية من مغبة إحداث أي مشكلة للناقلات الإيرانية.
وقال روحاني “نأمل ألا يرتكب الأمريكيون أي خطأ لأننا سنرد بالمثل على أي استفزاز لناقلات نفطنا في الكاريبي أو أي منطقة أخرى.. يهمنا أمر المنطقة لكن إجراءات الولايات المتحدة في عدة نقاط من العالم أوجدت وضعا مرفوضا بالنسبة لإيران”.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد قال، في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبل أيام، إن “الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات قسرية لتعطيل بيع النفط الإيراني تمثل تصعيدا خطيرا”، مضيفا “إن أي إجراء أمريكي ضد الشحنة يجب أن يعتبر عملا من أعمال القرصنة وسيكون له تداعيات.. إيران تحتفظ بالحق في اتخاذ جميع التدابير المناسبة والضرورية، واتخاذ إجراءات حاسمة لتأمين حقوقها ومصالحها المشروعة ضد سياسات التسلط والممارسات غير القانونية هذه”.
تحذيرات أمريكية
التهديدات الإيرانية جاءت ردا على تحذيرات أمريكية على لسان مسؤول كبير في إدارة الرئيس دونالد ترامب، حيث قال، في حديث لوكالة “رويترز”، إن “واشنطن تدرس إجراءات يمكنها اتخاذها ردا على شحنة إيران”.
وبالرغم من أن المسؤول، الذي لم يكشف هويته، لم يحدد ماهية الإجراءات التي تدرسها بلاده، إلا أن تصريحه أثار قلقا لدى المسؤولين الإيرانيين، لاسيما أن البحرية الأمريكية تقوم بدوريات روتينية في مياه البحر الكاريبي، بالقرب من طريق الناقلات الإيرانية، كما أنه تم رصد أربع سفن حربية تابعة للقوة البحرية الأمريكية بمعية طائرة حربية متجهة إلى المنطقة.
خطوة استباقية
من جهتها، استبقت فنزويلا وصول السفن الإيرانية بإجراء تجربة صواريخ في جزيرة لا أورشيلا، قال الرئيس نيكولاس مادورو إنها “صواريخ بدقة قصوى للدفاع عن مياهنا وسواحلنا”، مضيفا “نحن مستعدون لكل شيء وفي أي وقت”. كما أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو أن قوة من الجيش، مؤلفة من زوارق وطائرات، سترافق الناقلات الإيرانية بمجرد دخولها إلى المنطقة الاقتصادية الحصرية للبلاد، مؤكدا أن الحكومة الفنزويلية على اتصال مع وزير الدفاع الإيراني.
صدام عسكري
بالرغم مما تحمله الأحداث الراهنة من مؤشرات على زيادة حدة التوتر الذي أحدثته شحنة النفط الإيرانية، إلا أن محللين عسكريين استبعدوا حدوث صدام عسكري، لسببين، الأول انشغال الولايات المتحدة بمكافحة وباء كورونا (كوفيد 19)، والذي بلغ عدد الإصابات به في البلاد نحو 1.64 مليونا، بينها 96 ألف حالة وفاة، أما السبب الثاني فهو اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 المزمع إجراؤها في مطلع تشرين الثاني المقبل.