مرصد مينا
أكد مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، أمس الخميس، أن الدول الأعضاء “تخطت بيسر” هدف وضع 300 ألف جندي في حالة تأهب قصوى.
وقال المسؤول في “الناتو”: “العروض المطروحة على الطاولة من الحلفاء تتخطى بيسر 300 ألف”.
أضاف: “تلك هي القوات التي قال لنا الحلفاء إنها متاحة لكم اعتبارا من الآن وعلى هذا المستوى من الاستعداد”.
ويعد الضغط من أجل جعل مزيد من القوات في حال تأهب قصوى جزءا من إصلاح أوسع تم تبنيه في قمة “الناتو” العام الماضي، فيما يحاول قادة “الناتو” حاليا التأكد من أن لديهم القدرات اللازمة لتنفيذ تلك الخطط إذا لزم الأمر.
لكن الحلف يواجه نقصا في الأسلحة الرئيسية مثل الدفاعات الجوية والصواريخ بعيدة المدى، حيث أوضح المسؤول أن “هناك فجوات في القدرات، كما هناك أشياء ليس لدينا ما يكفي منها كحلف حاليا، وعلينا معالجة ذلك”.
من جانبه، اعتبر مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف جينادي جاتيلوف، أن روسيا لم تهدد أي دولة في “الناتو”، فيما الحلف يشكل تهديدا مباشرا لأمن روسيا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد بشكل واضح، أن موسكو “لن تهاجم دول الناتو، كما أن الحديث عن نية روسيا بالهجوم لا معنى له”.
كما أوضح بوتين أن السياسيين الغربيين يقومون بصورة منتظمة بترهيب شعوبهم بوجود تهديد روسي وهمي من أجل صرف الانتباه عن المشاكل الداخلية.
وكان مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) بواشنطن خلص إلى أن دول الناتو بحاجة للاستعداد لسيناريو “حرب طويلة الأمد” مع روسيا ومضطرة لزيادة حجم الإنفاق الدفاعي وتعزيز صناعتها الحربية.
وتزامن نشر تقرير مركز الدراسات الثلاثاء مع قمة الناتو المرتقبة في واشنطن خلال يوليو المقبل، والتي تحتل فيها روسيا موقعا مركزيا على جدول أعمال الدول الأعضاء المشاركة في القمة.
وأشار التقرير إلى أن الناتو حقق خلال العامين الماضيين “تقدما كبيرا” في الاستعداد لصراع محتمل مع موسكو، وذلك بفضل المفهوم الذي تم تبنيه في قمة الناتو صيف 2022 في العاصمة مدريد.
وأطلق على هذا المفهوم “العودة إلى المستقبل”، في إشارة إلى الحرب الباردة. معتبرا أن روسيا وصلت إلى مكانة “التهديد الأمني الأكثر أهمية ومباشرة”، وبالتالي يتساءل الباحثون عما إذا كان الناتو في الواقع الحالي، مستعدا لخوض حرب طويلة الأمد.
وعن جهوزية الناتو لحرب طويلة الأمد، ذكرت الدراسة أن الحلفاء لا يزالون “بحاجة إلى إنفاق المزيد، وبناء القدرات الصناعية العسكرية، وسد الفجوات الحرجة في الأسلحة وتعزيز المرونة على المستوى الوطني”.