مرصد مينا
تشير التقارير الإعلامية إلى أن الطائرات المسيرة التركية “بيرقدار” دخلت المعارك في أوكرانيا منذ الساعات الأولى للغزو الروسي. ويقول خبراء بحسب فرانس برس إن كييف تمتلك نحو عشرين من طائرات بيرقدار التي باعتها تركيا إلى حوالى 15 دولة.
ونشرت السفارة الأوكرانية في أنقرة على موقع تويتر منذ بداية النزاع صورا لانفجارات نسبتها لطائرات مسيرة تركية استهدفت أرتال شاحنات ودبابات روسية مرفقة بوسم “بيرقدار- ما شاء الله تي بي2 اس” مع وابل من عبارات المديح.
آرون شتاين من معهد أبحاث السياسة الخارجية في واشنطن قال إن “ضربات تي بي2 قليلة بالمقارنة مع المعارك على الأرض لكنها مهمة للروح المعنوية الأوكرانية لأنها تظهر أن روسيا لا تسيطر على السماء”. وأضاف “يجب تهنئة الأوكرانيين لأنهم أبقوا هذه الطائرات في الجو”.
شتاين اكد لوكالة فرانس برس أنه “فوجئ مثل غيره من الخبراء” بالوجود الضعيف للقوات الجوية الروسية فوق اوكرانيا. وفي حال دخلت هذه القوات بشكل كثيف، فسيكون عمل الطائرات المسيرة محدودا جدا.
المصدر نفسه نسب إلى منافس غربي طلب عدم كشف هويته إشارته إلى أن تركيا “اخترعت “كلاش” القرن الحادي والعشرين”، في إشارة إلى رشاش كلاشنيكوف (ايه كي47) الرخيص الثمن والسهل الاستعمال.
وهذه الطائرات التي يبلغ طول نموذجها “تي بي2” نحو 6.5 أمتار، أخف بمرتين من منافستها الأميركية “ريبر” وقادرة على التحليق لمدة تصل إلى 27 ساعة بلا توقف بسرعة 220 كيلومترا في الساعة، على ارتفاع تشغيلي يراوح بين 18 و25 ألف قدم حسب موقع الشركة المنتجة بايكار. ويمكنها أن تحمل “أربع ذخائر ذكية موجهة بالليزر”.
ستيف ميتزر ويوست أولييمانسو محررا مدونة “أوريكس” قالا إن “تمكن طائرة مسيرة خفيفة ورخيصة نسبيا ليس فقط من تجنب منظومات صواريخ أرض جو والحرب الالكترونية، بل رصدها وتدميرها أيضا بخسائر قليلة في المقابل” يمثل “نقطة تحول حاسمة في تاريخ الحرب الحديثة”.
بدورها قال سنان أولغن مدير مركز إيدام للأبحاث في اسطنبول، إن اوكرانيا خسرت إحدى هذه الطائرات في الأيام الأخيرة. وعلى الرغم من اتفاقات مبرمة مع الشركة المصنعة ، لم يبدأ إنتاجها المحلي في أوكرانيا وليس من الواضح ما إذا كان سيتم تسليم طائرات أخرى بسرعة.
واستخدمت كييف للمرة الأولى هذه الطائرات في تشرين الأول/أكتوبر الماضي لإسكات موقع مدفعي روسي انفصالي كان يستهدف القوات الأوكرانية في دونباس.
ستين اوجن مدير مركز الأبحاث إيدام في اسطنبول لفت إلى أن “الطائرات المسيرة كانت قادرة على إحداث فرق في النزاعات في ناغورني قرة باغ أو سوريا أو ليبيا، لكنها لن تكون الشيء نفسه في أوكرانيا”، مضيفا: “لتكون هذه الطائرات المسيرة فعالة يجب أن تعمل في بيئة خالية من التهديدات الجوية. كان هذا هو الحال في مواقع النزاعات هذه لكن الأمر لا ينطبق على أوكرانيا” حيث تنشر روسيا أنظمة حرب إلكترونية متطورة.
ورأى أن هذه الطائرات “ستكون قادرة على استهداف المعدات الروسية الموزعة لكنها لن تصيب الأهداف الأهم والتي تتمتع بحماية أفضل” ولا سيما حول كييف.
مارك كانسيان المستشار في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن من جهته أكد أن عشرين طائرة مسيرة “حتى لو كانت فعالة جدا لا تكفي لتغيير مسار الحرب”.
وأضاف بحسب “مونتي كارلو”: “يجب أن نتذكر أن لدى الروس ترسانة تقدر بنحو 500 طائرة مسيرة وكثير منها لديه قدرة أفضل من تلك الموجودة في أوكرانيا”، ملاحظا أن “روسيا تستخدمها بالتأكيد”.