مرصد مينا
حلقت طائرة استطلاع روسية فوق قاعدة أمريكية في سوريا “لفترة طويلة”، فيما اعتبر المسؤولون الأمريكيون أن الهدف من تلك الطلعة جمع معلومات استخبارية.
وقال مسؤول أمريكي دفاعي إن الطائرة من طراز أنتونوف أن – 30، حلقت فوق قاعدة التنف ذهابا وإيابا عدة مرات فوق القاعدة والمنطقة المحيطة بها، وتابع: “الروس يواصلون القيام بأنشطة تثير قلقنا للغاية”، فيما لم تتمكن القوات الأمريكية من اعتراض الطائرة الروسية في الوقت المناسب بسبب مكان تمركز الطائرات الأمريكية في ذلك الوقت.
المسؤول أوضح بحسب سي ان ان أن الولايات المتحدة لديها طلعات يومية تحددها عدد المقاتلين المتاحين، وطائرات تزويد الوقود، وكذلك النشاط في سوريا والعراق وأين تكون هناك حاجة إليهم، مضيفا أن جداول الطلعات هذه يتم تغييرها بشكل روتيني بحيث لا يمكن التنبؤ به، لذلك لم يكن الروس على علم مسبقا بعدم وجود تغطية للمجال الجوي.
وذكر المسؤول الأمريكي أنه تم توجيه احتجاج شديد لروسيا عبر خط عدم الاشتباك الذي تم إنشاؤه في سوريا، والذي تجاهله روسيا.
وقال: “لا يمكنك أبدًا تغطية كل مكان تريد تغطيته مرة واحدة، لذلك نحن نقسم هذا النشاط بشكل مختلف كل يوم بحيث لا يمكن التنبؤ بنا، وقد حدث هذا في إحدى الفترات التي كان لدينا فيها”، مضيفا : “كانت هناك فجوة في تغطيتنا لقاعدة التنف، ولم نتمكن من الاستجابة بسرعة كافية للوصول إلى الموقع واعتراض الطائرة الروسية”.
وفي الأسابيع الأخيرة، كان هناك عدد من الحوادث التي لفتت انتباه القوات الأمريكية في سوريا، وقال المسؤول “من المفترض أن نبقى على بعد حوالي 3 أميال من طائرات بعضنا البعض طوال الوقت، لذلك أنا أحكم على تلك الطلعة على أنها غير مهنية لأنهم لا يتبعون القواعد المعمول بها بخصوص طلعات الطيران لكنها لم تكن طائشة، مثل بعض عمليات الاعتراض السابقة “.
يشار أن الولايات المتحدة تتواصل بشكل منتظم مع روسيا عبر خط عدم الاشتباك المتعلق بالعمليات العسكرية في سوريا.
وقال المسؤول إن الكثير من الحديث عبر خط عدم الاشتباك عبارة عن “حوار روتيني”، على الرغم من أنه في بعض الأحيان يكون محتدما بشأن ما تعتبره الولايات المتحدة طلعات جوية “مفرطة العدوانية” لروسيا، كما أقر المسؤول بأن الولايات المتحدة استخدمت طائرات بدون طيار من الفرقة 99، وهي مجموعة تأسست لاستخدام التقنيات الناشئة الجديدة في ساحة المعركة وتنفيذ مهام المراقبة في المنطقة.
وعلى الرغم من العدوان المتزايد من الطائرات الروسية، قال المسؤول إنه لا توجد رغبة واضحة في التصعيد مع القوات الأمريكية، ولا توجد رغبة أمريكية في الاشتباك مع القوات الروسية.
وأكد المسؤول: “نحن لا نقدر أن الروس سوف يسقطون قنابل على قواتنا أو يطلقون النار على طائراتنا المأهولة”، وقال المسؤول إنه على الرغم من ذلك، كان هناك “اختلاف نوعي” في الطلعات العسكرية الروسية في سوريا وكيفية تفاعلها مع الطائرات الأمريكية. وقد يكون الاختلاف مؤشرا على تنامي النفوذ الإيراني في العلاقة مع الكرملين والرغبة في إخراج القوات الأمريكية من سوريا، وقد يساهم الاستقرار المتزايد للنظام السوري أيضًا في الرغبة في التفاعل مع الطائرات الأمريكية. وقد يكون أيضا نتيجة فشل القادة العسكريين الروس في محاولة استعادة الثناء أو الثقة.
المسؤول بحسب سي ان ان ذكر أن العديد من الجنرالات الروس في سوريا “غالبا ما يكونوا جنرالات تم إرسالهم من أوكرانيا بعد أن فشلوا في إحدى العمليات في كييف أو دونباس أو أينما كان”، مضيفا أنه قد يكون لديهم “شيء لإثباته”.
ووفقا للمسؤول الأمريكي، فإن الطاقم الذي اعترض الطائرة الأمريكية بوجن طيار من طراز MQ-9 فوق البحر الأسود ، على سبيل المثال “حصل على ميداليات، لذا عندما ترى إخوانك وأخواتك يحصلون على ميدالية، تقول لنفسك إذا فعلت ذلك، ربما سأحصل على ميدالية أيضا، لذلك هناك الكثير من الأشياء من هذا النوع وفقا لهذا الوضع”.
وبالإضافة إلى النشاط الروسي، حافظت الولايات المتحدة أيضا على مراقبة المجال البحري في الشرق الأوسط لردع أي عدوان إيراني. ففي الأسبوع الماضي فقط، تدخلت البحرية الأمريكية في حالتين منفصلتين لجهود البحرية الإيرانية للاستيلاء على ناقلتي نفط في خليج عمان.