مرصد مينا
رحب طرفا الصراع في السودان الجيش وقوات الدعم السريع، وكذلك قوى الحرية والتغيير المدنية بمخرجات قمة “دول جوار السودان” التي استضافتها العاصمة المصرية القاهرة. جاء ذلك في بيانات صادرة عن مجلس السيادة الانتقالي وقوات الدعم السريع، ووزارة الخارجية وقوى “الحرية والتغيير”.
وتوافق المشاركون في اجتماع القاهرة على:
1. الإعراب عن القلق العميق إزاء استمرار العمليات العسكرية والتدهور الحاد للوضع الأمني والإنساني في السودان، ومناشدة الأطراف المتحاربة على وقف التصعيد والالتزام بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار لإنهاء الحرب، وتجنب إزهاق أرواح المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب السوداني وإتلاف الممتلكات.
2. التأكيد على الاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، والتعامل مع النزاع القائم باعتباره شأناً داخلياً، والتشديد على أهمية عدم تدخل أي أطراف خارجية في الأزمة بما يعوق جهود احتوائها ويطيل من أمدها.
3. تأكيد أهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها، ومنع تفككها أو تشرذمها وانتشار عوامل الفوضى، بما في ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة في محيطها، وهو الأمر الذي ستكون له تداعيات بالغة الخطورة على أمن واستقرار دول الجوار والمنطقة ككل.
4. أهمية التعامل مع الأزمة الراهنة وتبعاتها الإنسانية بشكل جاد وشامل يأخذ في الاعتبار أن استمرار الأزمة سيترتب عليه زيادة النازحين وتدفق المزيد من الفارين من الصراع إلى دول الجوار، الأمر الذي سيمثل ضغطاً إضافياً على مواردها يتجاوز قدرتها على الاستيعاب، وهو ما يقتضي ضرورة تحمل المجتمع الدولي والدول المانحة لمسؤوليتهما في تخصيص مبالغ مناسبة من التعهدات التي تم الإعلان عنها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، والذي عقد يوم 19 يونيو/حزيران الماضي بحضور دول الجوار.
5. الإعراب عن القلق البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، وإدانة الاعتداءات المتكررة على المدنيين والمرافق الصحية والخدمية، ومناشدة كافة أطراف المجتمع الدولي بذل قصارى الجهد لتوفير المساعدات الإغاثية العاجلة لمعالجة النقص الحاد في الأغذية والأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية، بما يخفف من وطأة التداعيات الخطيرة للأزمة على المدنيين الأبرياء.
6. الاتفاق على تسهيل نفاد المساعدات الإنسانية المقدمة للسودان عبر أراضي دول الجوار، وذلك بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية، وتشجيع العبور الآمن للمساعدات لإيصالها للمناطق الأكثر احتياجاً داخل السودان، ودعوة مختلف الأطراف السودانية لتوفير الحماية اللازمة لموظفي الإغاثة الدولية.
7. تأكيد أهمية الحل السياسي لوقف الصراع الدائر، وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية يهدف لبدء عملية سياسية شاملة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الأمن والرخاء والاستقرار.
8. الاتفاق على تشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار، تعقد اجتماعها الأول في إنجامينا.
ووفق البيان فإن اجتماع الآلية الوزارية يتضمن وضع خطة عمل تنفيذية تشمل اقتراح حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف الاقتتال والتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية عبر التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة، في تكاملية مع الآليات القائمة، بما فيها الإيغاد والاتحاد الأفريقي.
وكذلك تكليف آلية الاتصال ببحث الإجراءات التنفيذية المطلوبة لمعالجة تداعيات الأزمة السودانية على مستقبل استقرار السودان ووحدته وسلامة أراضيه، والحفاظ على مؤسساته الوطنية ومنعها من الانهيار، ووضع الضمانات التي تكفل الحد من الآثار السلبية للأزمة على دول الجوار، ودراسة آلية إيصال المساعدات الإنسانية والاغاثية إلى الشعب السوداني.
وتعرض الآلية نتائج اجتماعاتها وما توصلت إليه من توصيات على القمة القادمة لدول جوار السودان، وفق البيان الذي لم يحدد موعدها.
من جهته قال المجلس الانتقالي السودان في بيانه: “ترحب حكومة السودان بمخرجات قمة دول جوار السودان التي انعقدت الخميس بالقاهرة”، مؤكدا أن “حكومة السودان حريصة على العمل مع كل الأطراف الساعية لوقف الحرب وعودة الأمن والطمأنينة”.
ونقل المجلس عن الحكومة تأكيدها أن “القوات المسلحة السودانية مستعدة لوقف العمليات العسكرية فورا إذا التزمت المليشيا المتمردة (الدعم السريع) بالتوقف عن مهاجمة المساكن والأحياء والأعيان المدنية والمرافق الحكومية وقطع الطرق وأعمال النهب”، لكنه اشترط أن يقترن ذلك “مع الالتزام ببدء حوار سياسي فور توقف الحرب يفضي إلى تشكيل حكومة مدنية تقود البلاد خلال فترة انتقالية تنتهي بانتخابات يشارك فيها جميع السودانيين” وفق البيان.
من جانبها، رحبت قوات الدعم السريع “بالبيان الختامي لقمة دول الجوار السوداني التي انعقدت في مصر، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي جاءت متسقة مع الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لوقف الحرب في السودان”، وفق بيانها.
ورأت في هذه الخطوة “دفعة قوية للجهود المبذولة والمتواصلة من قبل السعودية والولايات المتحدة الأمريكية التي تهدف للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين”.
الدعم السريع دعتإلى “تكامل الجهود الدولية والإقليمية كافة بتوحيد المبادرات المطروحة لتسهيل وتسريع الوصول للحل الشامل، لا سيما مع منبر جدة ومبادرة (المنظمة الحكومية الدولية للتنمية بشرق إفريقيا) إيغاد”، مؤكدة “استعدادها التام للعمل مع جميع الفاعلين في الداخل والخارج من أجل التوصل إلى حل جذري للأزمة السودانية عبر استعادة المسار المدني الديمقراطي”.
وفي وقت لاحق مساء الخميس، أعربت الخارجية السودانية، عن “عميق ترحيبها بالبيان الختامي” للقمة، معلنة استعداد الحكومة للتعاون مع “الآلية الوزارية لدول الجوار”. وقالت الخارجية في بيان، إن الدول المشاركة في القمة “أكثر علما بظروف وأوضاع السودان، لذلك جاء بيانها الختامي متوازنا، ولم يتضمن أي إشارة سالبة تمس بسيادة السودان”.
في السياق نفسه، رحبت قوى إعلان الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم سابقا) في بيان بمخرجات قمة القاهرة لدول جوار السودان.
واعتبرت أن البيان الختامي “يعزز من دعوة الأطراف المتحاربة للوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار لإنهاء الحرب، ويشدد على عدم التدخل الخارجي الذي يعيق جهود احتواء الحرب ويطيل أمدها ويضر بسيادة البلاد ووحدتها”.
“الحرية والتغيير” اكدت دعمها منبر جدة التفاوضي، ودعت “لاستئناف التفاوض فورًا للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يمكّن من إيصال المساعدات الإنسانية”.
ومنذ 12 أسبوعا، يشهد السودان قتالا في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ما خلّف آلاف القتلى، معظمهم مدنيون، وأكثر من 3 ملايين نازح ولاجئ في الداخل ودول الجوار، وفقا لوزارة الصحة والمنظمة الدولية للهجرة.