طريق المدرسة الذي تسكنه الأشباح والذكريات في دمشق

طرق المدرسة الصاخب بضحكات الطلاب وأحاديثهم ومخططاتهم التي لا تخلو من جمال الطفولة المفعمة بالحياة، باتت مفقودة في دمشق إلاّ في قصص الأطفال وأحاديث الذكريات، فطرق المدرسة في دمشق وفي جنوبها المهدم هو طريق تملؤه الأشباح والذكريات الأليمة.

في أحدث تقرير للأونروا التي ترعى شؤون اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، قالت الوكالة الأممية إن طريق المدرسة مخيف ومريب للأطفال الذين عادوا مع أهليهم إليه.

أضاف تقرير الأونروا؛ إن الأطفال الذاهبين من الزاهرة ويلدا إلى مدارسهم تنتابهم مشاعر الخوف والقلق وهم يقطعون الدرب المليء بالمنازل المهدمة.

 وقالت طفلة في حوار مع الأونروا؛ إن قلبها يخفق بشدة في ذلك الطريق المخيف، وهي تتذكر أصداء الراحلين الذي لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم المهدمة، وأولئك الذين رحلوا إلى الآخرة دونما رجعة، فيزاداد خوفها ويحتل الألم قلبها بدلاً من الفرحة.

“من غير المجدي التعلم مع الخوف والقلق” هكذا هي القاعدة الأساسية في التعليم، لذلك يوصي التربويون المعلمين باتباع سلوك لطيف محبب مع الأطفال، وإيجاد بيئة صفية مليئة بالحب، لكن هذا بالضبط ما يفتقد أطفال سوريا.
هدمت المليشيات الإيرانية منطقة جنوب دمشق بالكامل، قليلة هي المنازل الناجية بحجة حماية المنطقة “المقدسة”، أحياء بأكلمها لم تطلها الحرب، وإنما استملكتها المليشيات الإيرانية لصالح الوافدين الجدد من العراق وإيران وأفغانستان، وحتى من كفريا والفوعة شمالي سوريا، فباتت منطقة السيدة زينب بالتحديد محتلة، وبقية جنوب دمشق شبه صالحة للسكن.
اعتقلت السلطات السورية التي تشرف مع المليشيات الإيرانية وبرعاية روسية على جنوب دمشق، الأسبوع الفائت عشرات الأطفال بحجة الانتماء لتنظيم داعش الذي كان قد سيطر على المكان قبل ثلاث سنوات، وأخرجه نظام الأسد بباصات النقل الداخلي المكيفة إلى الشمال والجنوب السوري.
لا أحد يعرف ما حدث لأولئك الأطفال الذين لم يبلغوا سن الخامسة عشر بعد، كما أن توضيحاً من قبل السلطات حول سبب الاعتقال ودليل الانتماء للتنظيم الإرهابي لم يتقدم للأهالي الخائفين على بقية أطفالهم.
امتنعت الكثير من العائلات في المنطقة المنكوبة، والتي نالها من نظام الأسد أشد حصار مات فيه في 2012 رجل من البرد، ونقلت عدسات الكاميرات أقسى كلمات عن الحرب من قبل سيدات شهدن حرب1984، وحرب 1973، عن إرسال أطفالهن إلى المدارس، ويعيش في ذلك المخيم آلاف العوائل مع آلاف الأطفال، امتنع المئات منهم عن الدراسة بسبب الخوف، فكيف سيطل المستقبل على سوريا، ومستقبلها يتهدده خطر الخوف والحرمان؟.
Exit mobile version