طهران.. الجنرال حداثة

صحافة روسية تبشّر بـ “غزو أمريكي لإيران”، ومن بين المبشرين غينادي بيتروف، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، وقد كتب عن إعلان ممثل ترامب الخاص جهوزية خطة الحرب ضد ايران.

في مقاله كتب الرجل نقلاً عنالممثل الخاص للرئيس الأمريكي، للشأن الإيراني، بريان هوك “إن دونالد ترامب عازم على بدء الحرب إذا أصبح احتمال الأسلحة النووية الإيرانية حقيقياً”.

وفق نيزافيسيمايا غازيتا وقد نقلت عمن اسمته بـ “الباحث الكبير” في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير ساجين، لـ”نيزافيسيمايا غازيتا”: على الرغم من أن إعلان هوك من طبيعة دعائية، فلا ينبغي استبعاد استعداد الولايات المتحدة وإسرائيل لاتخاذ إجراءات متطرفة إذا كان احتمال حصول إيران على أسلحة نووية حقيقيا، “علما بأن إيران، حتى لو انسحبت قانونيا من خطة العمل الشاملة المشتركة، فلن تصنع قنبلة ذرية في اليوم التالي. سيستغرق ذلك ما لا يقل عن خمس إلى ست سنوات. لذا، فإن الحديث عن هذه الضربة الأمريكية الافتراضية ممكن فقط باعتباره احتمالا بعيدا”.

الصحافة الروسية، وربما القيادة الروسية، تتمنى ضمنًا أن يحدث ذلك، بما يعني أن تشن الولايات المتحدة حربًا عسكرية على إيران، وهي تأمل ذلك، أقله لإخراج إيران من سوريا، فالزواج بسوريا لايحتمل زوجين، ومن الطبيعي أن تكون إيران منافسة على السرير السوري، ما سيكركب المصالح الروسية في بلاد تعني بالنسبة للتطلعات الروسية “المياه الدافئة”، وشواطئ المتوسط، وعبرها العودة إلى دور واسع يتطلع اليه الرئيس فلاديمير بوتين وقد رأى نفسه وريثًا للقيصر لاوريثًا لغورباتشيف.

المتتبع للسياسات الأمريكية، يعلم تمام العلم بأن الإدارة الأمريكية، تتطلع إلى أكبر حصاد بأقل تكلفة، فدونالد ترامب ليس جورج بوش بصيغتيه الأب والابن، وهو الرئيس الذي لن يأخذ الولايات المتحدة إلى حرب عسكرية مادام لديه حلولاً قد تكون اكثر جدوى وأقل تكلفة من الحرب العسكرية، ودون شك فالتجربة الأمريكية في بغداد لم تكن تجربة سعيدة سواء بتكاليفها أو بحصادها، ما يجعل الكلام عن مواجهة عسكرية ضربًا من الرغبات، والرغبات الروسية على وجه التحديد، فنظام الملالي في مواجهة عسكرية، سيكون أقوى عليه من المواجهات في الساحات الأخرى، فعبرها سيشد العصب القومي لإيران، وعبرها سيدخل في لعبة الانتحار، والانتحار مكلف على الخصم أكثر مما هو مكلف على المنتحر، ووسائل مواجهة إيران وتفكيك مشروعها لابد وأن له طرقًا أخرى غير الحرب العسكرية، فطهران طهرانين، طهران تحت الأرض وطهران فوق الأرض، أما طهران تحت الأرض فهي طهران جيل الشباب الذين سئموا فقه الملالي وسلطة الملالي وكمّامات الملالي وسياسات الملالي واقتصاديات الملالي وزمن الملالي، وبالنتيجة فهؤلاء لابد ويبحثون عن زمنهم بقيادة “الجنرال حداثة” الذي لابد ويدمر جنرالات الكهوف الايرانيين، وهذا أمر قد يطول ، غير أنه إن طال فسينتج، على العكس من الحرب التي قد تكون الطريق الأقصر للحسم، غير أنه الحسم الذي لاينتج بلادًا جديدة بقدر ما ينتج فوضى ربما تتدحرج إلى العالم كله، دون أن تنتج إيران “المدنية / الحداثة / الديمقراطية”، ولابد أن تكون أوربا اكثر المتضررين من هكذا فوضى وبالتالي فإن الكلام عن حرب عسكرية مع ايران لن تلاقي ترحابًا أوروبيا، وبالتالي توطد عزلة أمريكية في عالم يتنافس على الحلفاء.

الروس يبشرون بالحرب، فالحرب الأمريكية الإيرانية بالنسبة لهم ستختصر حربًا روسية ـ إيرانية على الأرض السورية، وهي حرب لابد واقعة في مقبل الأيام، ومادام الأمر كذلك مامعنى أن تدخل الولايات الأمريكية حربًا مع طهران وتتحمل التكلفة؟

الحرب على إيران يقودها اثنان:

ـ الروسي في سوريا.

والجنرال حداثة في طهران.

سوى ذلك كلام رغبات. 

Read More

Exit mobile version