fbpx

عام 2020.. ليست قراءة كفّ

وكأن العالم يمضي نحو حرب مفتوحة، لا، بل وكأن 2020 سيكون هو عام الحروب المفتوحة، أقله حرب ما بين الصين بامتدادها الروسي، مع الولايات المتحدة بامتداها على محورها الأكثر اتساعاً.

هذا الكلام، سيؤكده، وبمطالعة بالغة الدقة، رجل الأعمال الفلسطيني طلال أبو غزالة الذي يضعنا في صورة الإفلاس الاقتصادي الذي يواجهه عالمنا، ومن نتائجه أن مديونية هذا العالم تصل إلى 285 % من محصلة مداخيله الوطنية، وليست لا الولايات المتحدة بمنجاة منه، فقد وصلت مديونيتها الى 117 % من نسبة دخلها القومي، ولا الصين التي وصلت مديونيتها إلى 170% من نسبة دخلها القومي، أما العالم، كل العالم فهو مهدد بالمجاعة، ولابد من تحول المآزق الكبرى إلى فرص كبرى.

أبو غزالة يعتمد في تحليلاته على أن نهاية التاريخ تبدأ بالمأزق الاقتصادي، فالاقتصاد هو آلة التاريخ ومحرك التاريخ، فيما الحروب هي ولاّدته، وفي حال كهذا لابد من الولادة.. أي لابد من الحروب.

أما الحروب فأين ستتموضع؟

ستكون الحروب قد أخذت اتجاهين:

الحروب الاقتصادية، وهاهي الحرب الصينية الأمريكية تتداعى يوماً وراء يوم، حتى بات فايروس كورونا واحداً من محاربيها.

والحروب العسكرية قد تقع ما بين ليلة وأخرى، وقد تكون منخفضة الشدة او مرتفعة الشدة، وإن لم تقع ما بين الولايات المتحدة / الصين، بشكل مباشر، فهي ستقع على ضفاف كل منهما، ما يعني أن تقع مابين حلفائها، وهذه تعبيراتها تتمثل في الشرق الأوسط، ففيه:

 الحرب في اليمن / الحرب في سوريا/ الحرب في ليبيا/ وليس مستبعداً أن تأخذ الحرب طريقها الى لبنان، هذا عداك عن القرن الإفريقي وما يشهده من حروب، فالحروب بالوكالة قد تكون أشد خطراً وبؤساً من الحروب بالأصالة ولكل من الولايات المتحدة والصين ووكلائهما، دون نسيان أن للصين محورها، وليست روسيا سوى ضلع في هذا المحور.

العالم اليوم على الحافة، وقد سبق أن لعب العالم على الحواف، وليس من عاقل ينسى خليج الخنازير يوم انتصبت الصواريخ الروسية بمواجهة الصواريخ الأمريكية ولولا الرعب المتبادل لكانت الحرب النووية، واللحظة اليوم ليست بأقل استعصاء من اللحظات التاريخية السابقة، ولولا أنها لحظة عصية لما وصل دونالد ترامب الى المقعد الأبيض في المبنى الأبيض على قمة الكابيتول، ولولاها لما تجدد انتخابه (وسيتجدد انتخابه دون أدنى شك)، فدونالد ترامب هو رجل الحواف، وليس لديه ثمة ما يمنع من دفع العالم من الحافة إلى الهاوية، وإذا لم يفعل ذلك فلن يكون رجل التاريخ الأمريكي، وها هو وفي كل لحظة من حكمه يثبت أنه سيكون صاحب المبادرة الأعلى شأنًاً في رسم نهاية التاريخ.

نهاية التاريخ؟

نعم نهاية التاريخ، ومعه إما أن يكتب للعالم تاريخاً جديداً، وإما الغرق خارج أي تاريخ.

2020 عام الحسم.

هو الأمر كذلك.

هذا ليس كلام قرّاء الكف ولا المنجمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى