“كل ما تقوله صحيح، ولكنك لا تقول كل ما هو صحيح”، يعني تقول نصف الحقيقة، و يعني أنك كاذب بشكل أو بآخر، وإن لم تكن كاذبًا فأنت مضلِل.
عزمي بشارة، ابن الليكود السابق، وعقل إمارة قطر اللاحق يكتب عن التطبيع مع إسرائيل، وفي سرده يقول الكثير الكثير مما هو صحيح، ومن الكثير:
دعونا نقول أن مايقوله عزمي بشارة فيما سبق صحيح، ولكن هل هذا الصحيح لاينطبق سوى على الاردن والسودان وربما مصر والسلطة الفلسطينية؟
عام 1995 وفور انقلاب الأمير حمد على أبيه خليفة آل ثاني لم تعد العلاقات الإسرائيلية القطرية خفية على أحدً، ولاسيما بعد انقلاب الأمير السابق حمد على والده الشيخ خليفة آل ثاني عام 1995، إذ أعلنت قطر افتتاح مكتب تجاري لإسرائيل في العاصمة القطرية، وتم افتتاح هذا المكتب التجاري في الدوحة من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز عام 1996، الأمر الذي يشير إلى أنه “أكثر من مكتب”؛ إذ إن رئيسه كان يحوز رتبة سفير في الخارجية الإسرائيلية. كما تم التوقيع آنذاك على اتفاقية لبيع الغاز القطري إلى إسرائيل، وإنشاء بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.
في ذاك الوقت قدم “حمد” تبرع قيمته 10 ملايين دولار لفريق “إسرائيلي” ويطلق على ملعبه “إستاد الدوحة”، وكشفت تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية السابقة عن دفع قطر 3 ملايين دولار لتمويل الحملة الانتخابية لرئيس الوزراء نتنياهو، فضلًا عن حصول حزب “إسرائيل بيتنا”، بقيادة حليف نتنياهو أفيغدور ليبرمان، من قطر، على مبلغ 2.5 مليون دولار.
كان هذا مع الأمير (الوالد)، فماذا عن الاميرة الوالدة؟
في وقت سابق، أشارت القناة “الإسرائيلية” الأولى، في تقرير لها إلى اعتراف ليفني، بوجود صداقة حميمة تربطها بالشيخة موزة، والدة الأمير تميم، فضلًا عن تأكيد زيارة أمير قطر السابق لإسرائيل عام 2009، للمرة الأولى بعد حربها على قطاع غزة، وعمليات الرصاص المصبوب، في الوقت الذي كانت تتباكى قناة الجزيرة القطرية على أطفال غزة تحت الحصار.
لن نتوقف كثيرًا عن العلاقات العاطفية، فالسيدة الأميرة لها مزاجها ونزواتها العاطفية، غير أن للاقتصاد ما ليس للعواطف، وكانت نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، مجموعة من التقارير التي تشير إلى دلائل قوية إلى علاقة قطر بإسرائيل، مثل وصول حجم التبادل التجاري بين “تل أبيب” والدوحة إلى 7 مليارات دولار في 2015، و75% من تصدير “إسرائيل” للمعدات العسكرية والآلات تستحوذ عليه قطر، وموافقة وزير السياحة الإسرائيلي باريف ليفين، على إحضار مرضى من قطر للعلاج في تل أبيب في 2017.
كما أعلنت شركة “أركيع” عن استمرار رحلاتها إلى قطر، رغم غلق المجالات الجوية العربية في وجه الطيران القطري، وتعاقد أمير قطر مع جهاز “الموساد” و”أمان” و”شاباك” لتكليف الشركة الإسرائيلية بروخر كاهايا، بحماية كأس العالم 2022، مقابل ملياري دولار، وعمولة 5% عن كل تذكرة.
هل سنكون بحاجة للمزيد؟
وهل يخفى على أحد والدراسات البحثية باتت اكثر من الهم على القلب ومن بينها دراسة بحثية أعدها معهد أبحاث “الأمن القومي” الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب، نشرها مؤخرا، ونقلتها عدة وسائل إعلام إسرائيلية، عن العلاقات المشبوهة والسرية بين الجانبين.
بالنتيجة حكايات قطر مع إسرائيل أوسع من أن يتسعها مقال، ومادام عزمي بشارة هو لسان حال الإمارة، ومالك مفاتيح أفكارها، ومادام الرجل قد عاد إلى نشيد الكفاح المسلح و:
ـ ناقش اسمك يا يما على كعب البارودة.
ليته كذاب كامل.