عصابات منّظمة لسرقة أغطية “الصرف الصحي” في “ست الدنيا” بيروت

مرصد مينا – لبنان

شهدت المدن اللبنانية خاصة العاصمة  بيروت، خلال الفترة الماضية، ظاهرة جديدة تمثلت بسرقة أغطية الصرف الصحي من شوارعها، وذلك للاستفادة من الحديد المصنعة منه والذي ارتفعت أسعاره بشكل كبير، حسبما كشفت مصادر حكومية وأهلية.

محافظ العاصمة بيروت “مروان عبود”، قال في تصريحات صحفية إنه “منذ انفجار مرفأ بيروت قبل اكثر من ستة أشهر، ازدادت عمليات سرقة المواد التي تعد من الخردة”، مشيراً إلى أن السرقات تشمل “أغطية الصرف الصحي كونها مصنعة من الحديد المرصوص والذي ارتفعت أسعاره بشكل كبير خلال الفترة الماضية”.

“عبود” أشار إلى أن جزءاً كبيراً من حفرات شبكة الصرف الصحي في مدينة بيروت ومحيطها لم يعد لديها أغطية، مضيفاً إنه “عمل عصابات منظمة”.

وبحسب “عبود”، فإنه نتيجة لارتفاع معدلات السرقة، اتخذت السلطات اللبنانية سلسلة قرارات جديدة، بغية منع إخراج الخردة أو أي مواد صالحة للاستخدام في البناء من العاصمة اللبنانية.

وسائل إعلام محلية نقلت عن مصدر من فوج حرس بلدية العاصمة أن “الموضوع بات يثير قلقاً كبير جداً بالنسبة للحكومة، مشيرا الى أنه تم نشر أشخاصا للبحث عن سارقي “أغطية الصرف الصحي ليلاً نهاراً”.

مصادر محلية في بيروت، أكدت أن العاصمة باتت مدينة “بلا أغطية صرف صحي”، مشيرة الى أن “الغطاء الواحد يزن ما بين 70 و100 كيلوغرام ويُباع كخردة بـ100 دولار، في السوق السوداء.

على إثر ذلك، أقدمت البلدية على وضع عصي داخل فتحات عدة بقيت من دون أغطية للفت انتباه المارة تفادياً لأي حوادث.

وحسبما أفادت المصادر فإن “هناك عصابات محترفة تعمل بشكل منظّم للسطو على أغطية الصرف في وضح النهار، وأن بعضها يأتي بشاحنة صغيرة تقف فوق فتحات شبكات الصرف الصحي ويسحب عناصرها الغطاء، ومن ثم يتابع طريقه”.

ولا يقتصر الأمر على أغطية فتحات الصرف الصحي، إذ تم رصد سرقة قساطل معدنية وقضبان حديدية وأسلاك كهرباء للاستفادة من الحديد وفقا لما قالته وسائل إعلام لبنانية.

يشار الى أن مصادر في قوى الأمن الداخلي، كشفت مطلع العام الجاري، ارتفاع معدل السرقات بشكل عام في لبنان، بنسبة تخطت 55 في المائة في العام 2020 مقارنة مع العام 2019.

ويعاني لبنان أزمة اقتصادية حادة تعتبر الأسوأ في تاريخ البلاد، وبحسب إحصائيات رسمية فقد خسر عشرات الآلاف وظائفهم أو جزءاً من رواتبهم، وبات نصف اللبنانيين تقريباً يعيشون تحت خط الفقر، كما وصل معدل البطالة 35 في المائة.

ولم توفر تداعيات الانهيار أي طبقة اجتماعية، خاصة مع تدهور سعر صرف الليرة مقابل الدولار، وارتفاع أسعار السلع بشكل جنوني، ما تسبب بتآكل القدرة الشرائية للمواطنين.

يشار أن الشاعر السوري الراحل نزار قباني كان أطلق على بيروت لقب “ست الدنيا”

Exit mobile version