عصا الريس والنظارات الشمسية

مرصد مينا

ما الذي تبقّى لبشار الأسد من إدارة السلطة؟

تبقّى له إصدار قرارات من طراز منع النظارات الشمسية باعتبارها “رفاهية”، أكثر من ذلك منع القرار ببيعها أو تسويقها وتم مصادرتها من محلات البيع في أسواق دمشق والمدن الأخرى.

يفعل ذلك من أجل إيهام نفسه بممارسة السلطة، فـ :
ـ الميناء ليس تحت سلطته.
ـ قطاع الاتصالات ليس تحت سلطته.
ـ النفط ليس تحت سلطته.
ـ حقول القمح ليست تحت سلطته.

وكذلك الجيش ليس تحت سلطته ما بعد تحوّل الجيش إلى ميليشيات.
وحتى العصابات لم تعد تحت سلطته، أما الكبتاغون فهو السلطة اليتيمة التي لا يستطيع الإعلان عنها، فيما قرار الحرب والسلم موزع ما بين الروسي / الإيراني، وليس له من المحارب كما ليس له من رجل السلام مطرح، وهكذا فلابد له من سلطة ما، قد تمارس على حبل غسيل أو على الملابس الداخلية أسوة بالنظارات الشمسية وإذا لم يفعل هذا فلهذا معنى واحد:

ـ لقد بات عارياً مُنتَزع من أية سلطة.

وهكذا يفعل الأزواج العاطلين عن الشغل بممارسة السلطة على “المكنسة” وربما “طناجر الطبيخ” بما يقوده لإعطاء أوامره إلى اواني المطبخ لترديد الشعار الوطني، والوقوف استعداداً لـ :
ـ قائد الدولة والمجتمع.
ـ الفريق الركن القائد العام للقوات المسلحة.
ـ الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي.
ـ زعيم الجبهة الوطنية التقدمية وقد آلت إلى مطبخ العاديات ما بعد رحيل قياداتها بدءاً من صفوان قدسي ومن ثم وصال بكداش وبعلها.

سيمارس السلطة باعتبار السلطة ادمان وعادة، وحدود ما تبقّى له منها بثينة ولونا، أما عن لونا فلم تتقيد مطلقاً بتعليماته المتصلة بالنظارات الشمسية فيما بثينة تذعن لأوامره اعتقاداً منها بأنها صاحبة “العين الكحلى”، وهكذا تدار السلطة في بلد كان اسمه سوريا، وانتقل اسمه إلى “سوريا الأسد”، ومع سوريا الأسد اتسعت رفاهية الشعب حتى بات لابد من ضبطها فكان قرار منع النظارات الشمسية مبدئاً لأن “العين تحكي”، ومن ملاحقه هدر المال الوطني الذي لم يته بالفساد والسيارات الفارهة والمرافقات كاملة العدد والعدة، هذا عداك عن مصادرة الشواطئ، ووضع اليد على أملاك الغائبين بقرارات ارتكبت مرة واحدة وكان مرتكبها الإسرائيلي في معاملاته مع ممتلكات الفلسطينيين بدءاً من 1948 يعني بدءاً من عام النكبة.

هي السلطة، ومرض السلطة، وكان لخرف ذات يوم عصا طويلة يركبها بوصفها حصان، وكان صوته يتلعلع في الأرياف القصية:

ـ ها.. هش.. ها .. هش.
هذا ما تبقى للسيد :
القائد العام للقوات المسلحة وما تبقّى له من صفات في مجملها لا تعدو أن تكون تلك العصا.

Exit mobile version