علم لبنان خلف نصر الله وموجة غضب تجتاح وسائل التواصل

أثار الظهور الأخير لزعيم مليشيا حزب الله “حسن نصر الله” استغراب الكثير، وانهالت عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأسئلة والأجوبة حول كيفية ظهور نصر الله الأخير.

ففي أقل من أسبوع تغيرت ملامح الرجل كما تغيرت الخلفية البصرية التي اعتمدها الزعيم الشيعي لتعبر عن مضمون خطابه للجماهير اللبنانية التي أبرزت جديتها في التظاهرات التي ما زالت مستمرة منذ عشرة أيام.

في أول ظهر له عقب اندلاع المظاهرات الشعبية الغاضبة، كان خطاب “نصر الله” غاضباً أيضاً، واعتمد على خريطة الحلم الإيراني “التوسعية” في الهلال الخصيب، لكنه وفي المرة الثانية بدا الرجل أنه قد فهم جيداً رسالة اللبنانيين الذين كسروا جدار الطائفية، ورموزها المخيفة المقيتة، فأراد أن يتودد مستخدماً العلم الذي جمع كل اللبنانيين في الشارع، بينما كانت مرتزقته ما تزال تلاحق المتظاهرين وسط ساحة “رياض صلح” في مركز العاصمة بيروت.

العلم اللبناني الذي اعتمده نصر الله خلفية لخطابه أمس الجمعة، سرعان ما أصبح مادة إعلامية دسمة، جالت برامج التواصل الاجتماعي، فعلى توتير بدأ السجال الأكبر بين المثقفين اللبنانيين.

فكتب الإعلامي اللبناني “كريستوف” متسائلاً ومجيباً: ” تغنى السيد حسن نصرالله بالوحدة الوطنية وعلى غير العادة ظهر في خطابه بالعلم اللبناني، مطالبًا بعدم استقالة الحريري محذرًا من حرب أهلية، قد يراها البعض حكمة وطنية فذة، لكن ما يجري خلف الكواليس وما يعلمه ساسة لبنان والخليج وفرنسا وأمريكا أن كل هذا ليس سوى ابتزازات ضد الحريري والعرب”.

فحسن نصر الله ليس من الذين يستسلمون بسهولة لمجرد خوفه على دماء اللبنانيين، فهو مستعد لدمار لبنان كلياً مقابل حصوله على شهادة ممانعة جديدة كما فعل في حرب تموز.

ذلك بعد أن تداولت وسائل الإعلام اللبنانية خبراً مفاده، أن رئيس الوزراء اللبناني “سعد الحريري” يخشى أن تسقط نقطة دماء واحدة على الأراضي اللبنانية من المتظاهرين السلميين خاصة بعد هجمات شنها عناصر مليشيا حزب الله المسلحين على المتظاهرين، فيكون بذلك مجبراً أمام خيار الاستقالة، بينما هو الآن بصدد هذا الخيار كبادرة “حسن نية” يقدمها للمتظاهرين، ويحتفظ بثقله السياسي الشعبي، الذي ورثه عن أبيه.

كما علق الإعلام اللبناني “يزبك وهبي” على المرة الأولى التي يعترف فيها نصر الله بلبنانيته مقابل ولائه الإيراني، ” لعلّها من المرات النادرة وربما الأولى يضع فيها السيد حسن نصرالله علَم لبنان فقط دون علم الحزب خلال إلقاء كلمته”.

العلم اللبناني خلف نصر الله ألهم الكثير من الشبان اللبنانيين الذين انهالوا على وسائل التواصل الاجتماعي للتعليق على الأمر، كما وكأنه أصبح مادة رأي عام، كما لفتت نبرة صوت الزعيم الشيعي المناضل الشارع اللبناني.

فكتب “محمد موسوي” على توتير: ” من بركات انتفاضة لبنان إجبار “المسردَب” حسن نصر الله على وضع علم لبنان خلفه للمرة الأولى، بدل العلم الأصفر لركوب موجة الحراك، و تغيير نبرة صوته إلى هادئة، و غابت علامة إشهار الأصبع..هو لم يفعل عن قناعة، لكنه خائف و قلق من توحد اللبنانيين جميعًا ضده و ضد باقي تجار السياسة”.

بينما اعتبر آخرون أن الظروف اضطرت “نصر الله” لوضع علم لبنان مرغماً وعلى مضض، وتساءل آخرون عن مصير العلم الأصفر “في إشارة إلى علم حزب الله”.

وقال حساب يحمل اسم “ناقد” على توتير: ” حسن نصر الله يضع علم لبنان بجانبه بدلاً من علم حزب الله لأول مرة .. المعتاد أنه لا زال يهدد اللبنانيين وينفذ أوامر الملالي في إيران .. في وقت لبنان ينتفض ضد الفساد والطائفية ويتوحد تحت لواء الوطن فقط”.

بينما اعتبر البعض أن “نصر الله” فهم أن زمان حزبه وقوته قد ولت، والآن فهم نصر الله درس الثورة العربية جيداً وعلم أن الشعب يبقى ملاذ الساسة الأخير.

مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي

Exit mobile version