مرصد مينا
شدد رجل الدين اللبناني الشيعي “السيد علي الأمين” على منهج الوسطية والاعتدال ونبذ ثقافة التعصّب والتطرّف ورفض الإرهاب والعمل على نشر ثقافة الحوار والتفاهم بين الناس ودعوتهم إلى العيش معاً بسلام واحترام.
“الأمين”، المعروف باعتداله دعا في حوار إعلامي إلى مشروع “اتحاد الانسانية” المبني على الالتقاء بين البشر على المشتركات الإنسانية بين الأمم والشعوب، بعيداً عن الإنتماءات العرقية والدينية والوطنية وغيرها، مشيرا إلى أن هذا المشروع يلتقي مع الشريعة الإسلامية في نفي التفاضل بين البشر على أساس العرق واللون والانتماء الديني وغيره.
وعن مفهوم الدولة وولاية الفقيه قال “الأمين”: الشيعة يرفضون أي مشروع سياسي خارج حدود الوطن، لافتا إلى أن دخول الدولتين الصفوية والعثمانية قبل خمسة قرون بصراع على السلطة والنفوذ في العالم العربي كان وراء إثارة نعرات طائفية ومذهبية لم تكن موجودة في العهود السابقة.
ويرى “السيد علي الأمين” أن “المذاهب السنّية وغيرها من المذاهب الفقهية الأخرى هي في الأصل مدارس فقهية تأسست على أيدي أئمة وعلماء بارزين في العلم والدين لهم آراؤهم واجتهاداتهم في التعرف على أحكام الشريعة باستنباطها من مداركها بالدليل، وسميت بعد ذلك بالمذاهب بسبب اشتهار أصحابها والعمل بآرائهم، وهذه المذاهب ليست أدياناً، ولكنها اجتهادات مشروعة في فهم الكتاب والسنّة يجمعها الدين الواحد وهو الإسلام”. اما سبب الصراعات الطائفية في مجتمعاتنا الإسلامية فيعيده السيد الأمين إلى ” الصراع على السلطة والنفوذ بين الأحزاب الدينية والجماعات السياسية في الداخل وبين دول اقليمية على مستوى الخارج، وزاد من حدّته غياب العلاقات الطبيعية بين الدول العربية والإسلامية في المنطقة، وفي الماضي عاش السنة والشيعة إخواناً في مجتمعاتهم وأوطانهم قروناً عديدة، وكانوا يختلفون في قضايا تاريخية ودينية تبعاً لاختلاف الإجتهادات بين علمائهم ولم يؤثر اختلاف تلك الاجتهادات على الروابط الدينية والوطنية التي تجمعهم، ولأنه لم يكن بينهم ما أحدثته الأحزاب من صراعات على السلطة والحكم باسم الدين والمذهب”.
خارطة مواجهة التعصب الديني والارهاب برأي السيد الأمين، من مسؤولية مسؤولية الجميع من أهل الفكر والعلم وأهل السلطة والحكموهنا تبرز مسؤولية الدول وولاة الأمر خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط التي بلغ فيها الشحن الطائفي مستوى خطيراً يهدد نسيج الوحدة الوطنية والتعددية الثقافية في شعوبنا ومجتمعاتنا والذي بات يشكل أيضاً المناخ الملائم لانتشار ثقافة العداء والكراهية للآخر المختلف، وهو ما يهدد أيضاً العلاقات مع شعوب ودول العالم الأخرى. .