انتصارات حققها النظام السوري على (المعارضات) الاعتراف بها:
ـ أوّل هذه الانتصارات منحتها له ا(المعارضات)، وتعبيرها كان في الخطاب الطائفي الذي مارسه جزء من منابرها، وليس بالامر السهل نسيان خطابات عدنان العرعور وهو يقفز من منصّة إلى منصّة وقد اصطبغت لحيته باللون الاحمر، فكان (منحة) للنظام وتقليباً للكثيرين من ضحايا النظام على المعارضة حتى بات النظام أقل وطأة من (معارضاته)، وكان للنظام أن يستثمر بها، واستطاع وأفلح.
ـ ثانيها، تماسك جسد النظام فيما تشتت جسد المعارضات حتى انشغلت (المعارضات) بحرب المعارضة على المعارضة دون أن تستطيع خلق رأس لها ولا اكتاف ولا اضلاع ولا قلب، واستثمر النظام في ذلك حتى خُيّل للكثيرين ان معارضات اشتغلت لحساب النظام بالتواطؤ، أو ربما بـ “التكليف”.
ـ ثالثها، تماسك حلفاء النظام، وفي مرتبتهم الاولى نظام الملالي وذراعه حزب الله، ومن بعده روسيا، فيما لم تقدّم الدول الداعمة للمعارضات سوى تمزيق المعارضات وإفسادها، فالمال حين يشارك الثورات يُسقطِها.
واليوم، من الإنكار القول بأن النظام لم ينتصر، ففي واقع الحال انتصر، ولابد ويجيّر نصره هذا لحساب المزيد من الطغيان والمزيد من الفساد والمزيد من الرعونة والمزيد من كل ما يلغي اراداة الناس وضمير الناس ولقمة خبز الناس، ولكن الحقائق هي الحقائق، فإدارة الظهر الى الحائط لاتلغي الحائط، وإغماض العين عن المشهد لايلغي المشهد.
ما الذي تبقّى للناس السوريين عموم الناس؟
ما تبقّى هو القبول، فتكاليف الرفض دامية والأثمان باهضة والنتائج لم تكن سوى نتائج مؤسفة، فمليون قتل، وستة ملايين مشرد، وتهديم المدن، وامتلاء المعتقلات بالمعتقلين، تلك هي الأثمان، أما الدرس فكان الخضوع باعتباره بوابة للسلامة، وهذا حال السوريين اليوم، أقلّه هذا حال من في الداخل، ذاك الذي لايستطيع الرفض، وما المتاح له سوى القبول:
ـ القبول بالجوع.
ـ القبول باجتثات أيّ نفس يعني الحرية.
وفوق هذا وذاك القبول بالاحتلالات، ولن تكون إيران سوى الشريك الثاني في تقاسم البلد ما بعد الروسي وقد استولى على أجزاء حيوية من البلاد.
تلك هي النتائج، وما سواها سوى:
ـ إنكار ومكابرة.
أيّ كانت الحقائق فهي أمضى قوّة وتأثيراً من الأوهام.
الحقائق تغيّرت غير أن خطاب المأزوم، المهزوم، لم يتغيّر.