عن مَن لم يعد يُصدّقه أنصاره

زاوية مينا

حتى أمس كان لحسن نصر الله من يصدّقه من اللبنانيين، بعضهم من أنصاره وبعضهم من بيئته وبعضهم من خصومه السياسيين، واليوم بات غير قابل للتصديق حتى في بيئته وصولاً لمن يرفع صوته في الضاحية بمواجهته وحزبه، والضاحية كما هو معلوم “مستعمِرة” من مستعمرات حزب الله.

واليوم حدث الانتقال وباتت صفة “الكذاب” صفة بالتداول، ووحده تحوّل كفيل بإسقاط مشروعه وهمينته وسحب الحامل من تحته، وهكذا كلما ارتفعت البروباغندا لحزب الله تعمّقت حفرته.

وعد باستهداف تل أبيب، وكانت النتائج قصف مزرعة للدواجن، فقط مزرعة للدواجن، والاستثمار بالدواجن ليس استثماراً استراتيجياً إسرائيلياً ونفوق الدواجن لن يُحدِث خللاً في ميزان القوى العسكري، وكان وعده بقصف تل أبيب قد جاء ما بعد أسابيع من التحضيرات الإعلامية التي تلعب على الإثارة، فكانت النتائج هذا العرض العسكري الهزيل، واليوم يتساءل اللبنانيون:

ـ يتساءل أهالي الجنوب وقد دمّرت قراهم على رؤوسهم وأرغموا على النزوح.
ـ يتساءل أهالي ضحايا شباب حزبه ممن تحوّلوا إلى “شهداء” في مسيرة حزب يرثه حفنة من المغامرين.
ـ يتساءل صاحب الفندق والمطعم والمستثمر في قطاع السياحة.
ـ يتساءل من يرى لبنان مطبعة ومصحة وجامعة وحفلاً موسيقياً.
ـ يتساءل خصومه في السياسة.

يتساءل الجميع سؤالاً واحداً:

ـ ما هي قيمة وجدوى ومهنة ومهمة سلاح حزب الله؟
ويتساءلون:
وما المطلوب إيرانياً من السلاح اللبناني؟
وما المطلوب فلسطينياً من السلاح اللبناني؟
وما المطلوب إسلامياً من السلاح اللبناني؟
ومن بعد هذا وذاك ماهي حقيقة هذا السلاح؟ وفعالية هذا السلاح؟ وجدوى هذا السلاح؟ وبأوامر من يأتمر هذا السلاح؟

وما من صوت واحد يرتفع ليقول بجدوى هذا السلاح في حدود أمن لبنان وحماية لبنان، وما من جدوى لهذا السلاح في الانتصار لفلسطين، ولا معنى لهذا السلاح في استعادة هيبة ووقار الإسلام، وكل ما على هذا السلاح أن لايكون سوى ميليشيا إيرانية لاحتلال لبنان لإيصال طهران إلى المتوسط ما بعد أيصالها وعبر الرافعة الأمريكية إلى العراق، ومن بعدها إيصال طهران وعبر العته الحوثي إلى اليمن، فالمشروع برمته إيراني.

ـ إيراني في لبنان وإيراني في العراق وإيراني في اليمن، وهذا بشار الأسد أسير قصره كما أسير إيران والهدف النهائي هو باختزال:

ـ هلال شيعي يمنح السطوة لإيران، ليكون اليوم التالي ما بعد “أيام فلسطين” هو الأيام الإيرانية التي ستحصد التسويات وعلى حساب الهلال والمهلللين.

ما بعد الأمس وخطابات الأمس وبروباغندا الأمس، انطفأت كذبة حسن نصر الله.. حدث ذلك وبتنا نسمعها في الضاحية:

ـ الكذاب.
بتنا نسمعها وسمعناها من بائع “الصبّارة” ومن سائق التاكسي.
بتنا نسمعها في أحاديث مقاهي الرصيف.

Exit mobile version