مرصد مينا
شهدت الأشهرة الأخيرة حركة كبيرة لعودة اللاجئين السوريين من تركيا إلى بلادهم، حيث عاد أكثر من نصف مليون سوري إلى سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، وفق ما كشفت مصادر رسمية وترصدها تقارير ميدانية عدة.
تأتي هذه العودة بعد إقامة دامت نحو عقد من الزمن على الأراضي التركية، حيث استقر اللاجئون في مناطق عديدة، خاصة في المدن والبلدات الصغيرة، التي تأثرت بشكل واضح نتيجة رحيلهم.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو انتشرت مؤخراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد فارغة لمحال تجارية ومساكن تركية كانت مأهولة بالسكان السوريين، إذ تم عرض كثير من هذه الأماكن للإيجار بعد أن تركها أصحابها اللاجئون الذين اختاروا العودة إلى وطنهم.
مصادر من “جمعية اللاجئين”، وهي منظمة تركية دولية تعنى بشؤون اللاجئين، أفادت بأن غالبية العائدين هم من النساء وكبار السن والأطفال، في حين لم تعد جميع العائلات إلى سوريا بشكل نهائي، حيث يفضل بعض الأهالي إبقاء أبنائهم اليافعين في تركيا لاستكمال أعمالهم ومساعدتهم مادياً.
يأتي قرار العودة لدى بعض العائلات نتيجة توقف المساعدات من جمعيات ومنظمات محلية كانت تقدم دعماً للاجئين، مما دفعهم إلى العودة بشكل كامل.
وتشير الجمعية إلى أن عودة اللاجئين أدت إلى أزمات اقتصادية في بعض البلدات التركية الصغيرة، حيث أغلق عشرات المحلات التي كان يديرها السوريون، وبرزت مشكلة في تأجير المنازل التي تركوها خلفهم.
ويُبرز المصدر أن الغياب الكبير للاجئين في هذه المناطق أدى إلى نقص في اليد العاملة في قطاعات مثل البناء والزراعة والعقارات، مما يطرح تحديات لأصحاب الأعمال المحليين الذين يعتمدون على السوريين كجزء من سوق العمل.
تأتي ولاية عينتاب، الواقعة على الحدود مع سوريا، في مقدمة المناطق التي شهدت عودة اللاجئين، حيث يعتبرها كثير من العائدين نقطة انطلاق ميسرة للعودة إلى وطنهم، لسهولة التنقل وقرب المسافة.
وتتوزع أعداد السوريين في تركيا بشكل متفاوت بين الولايات الكبرى مثل إسطنبول (437,687 سورياً)، عينتاب (381,024)، أورفا (236,901)، أضنة، هاتاي، مارسين، بورصة، قونيا، إزمير وأنقرة، إلى جانب ولايات أخرى مثل هاكاري وبايبورت وديرسم وإغدير.
وتقلص عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى نحو 2.7 مليون بحسب تصريحات وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، الذي أكد أن نحو 250 ألف لاجئ عادوا إلى سوريا منذ سقوط النظام وحتى يونيو الجاري.
تأتي هذه العودة بعد سقوط نظام الأسد، الذي شن حرباً دموية على معارضيه على مدار 14 عاماً، مما دفع مئات الآلاف من السوريين إلى التطلع للعودة إلى ديارهم بعد سنوات من اللجوء في تركيا.
