تستضيف جوبا، عاصمة دولة جنوب السودان، في 21 نوفمبر/ تشرين ثانٍ الجاري، مفاوضات بين الحكومة و”الجبهة الثورية”، التي تعد الجبهة الشعبية أحد مكوناتها، وحركة تحرير السودان/ قطاع الشمال، بزعامة “عبد العزيز الحلو”.
إلا أن ما يميز المفاوضات، عودة رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، “الأمين داؤود”، إلى السودان السبت، بعد 9 سنوات في المنفى، وقبل أكثر من 10 أيام على انطلاق مفاوضات للسلام.
عودة تبعث للتفائل
خلال استقبال رئيس الجبهة الشعبية في مطار الخرطوم، قال” وجدي صالح”، المتحدث باسم قوى “إعلان الحرية والتغيير”، قائدة الحراك الشعبي، إن عودة “داؤود” تمثل خطوة تدعو إلى التفاؤل بنجاح جولة التفاوض المقبلة، ورأى أن تلك العودة تؤكد أن إرادة الجميع تتجه نحو استمرار جهود السلام في الداخل والخارج مع الحركات المسلحة.
تتقاسم قوى التغيير، السلطة مع الجيش، خلال مرحلة انتقالية بدأت في 21 أغسطس/ آب الماضي، وتستمر 39 شهرًا تنتهي بإجراء انتخابات، ووعد “داؤود” بحل المشكلات والقضايا التي يعانيها شرقي السودان، الذي تنشط فيه الجبهة الشعبية.
وقال “لسنا دعاة حرب ولا طلاب سلطة، فقط نريد أن يكون السودان للجميع، ويسع مواطنيه كافة” وأعرب عن تعاونه مع المكونات السياسية لشرقي السودان، وفي مقدمتهم موقعي اتفاقية سلام شرقي السودان مع الحكومة السابقة.
ووقعت الحكومة مع جبهة شرقي السودان، في 14 أكتوبر/ تشرين أول 2006، اتفاقية “سلام الشرق”، التي أنهت 13 عامًا من العمل المسلح على الحدود الشرقية للبلد العربي، وأعلن “داؤود” عقد ورشة في الخرطوم قريبًا، بمشاركة خبراء من شرقي السودان، لإعداد ورقة تفاوضية في مفاوضات جوبا.
واتفق حزبا “مؤتمر البجا” والجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، اللذان يمثلان شرقي السودان، الجمعة، على توحيد موقفهما التفاوضي في محادثات جوبا، بورقة مشتركة ووفد واحد.
ويعد ملف إحلال السلام من أبرز الملفات على طاولة حكومة “عبد الله حمدوك” الحالية، وهي أول حكومة في السودان منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/ نيسان الماضي، “عمر البشير” من الرئاسة (1989: 2019)، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي