مرصد مينا
عاد عبد الحكيم بلحاج زعيم “الجماعة الليبية المقاتلة” المصنّفة تنظيما إرهابيا إلى العاصمة الليبية طرابلس قادما من الدوحة، مساء الخميس، وكان في استقباله عدد من أنصاره وأقاربه ورفاقه بالجماعة الليبية المقاتلة، كما ظهر وهو في حماية مسلحين.
بلحاج دعا في بيان إلى الحوار ودعم المسار السلمي للخروج من الأزمة الراهنة، وقال إنه سيواصل عقد لقاءات مع كافة الفاعلين بالقضية الليبية “بعيدا عن أي مصالح سياسية متعلقة بتقاسم السلطة، أو تهديد وحدة الليبيين”، الأمر الذي اعتبره المراقبون بمثابة إعلان عن عودة بلحاج للمشهد والنشاط السياسي.
وبلحاج، الذي كان سجينا قبل سقوط نظام معمر القذافي بتهمة محاولة إعادة ترتيب الجماعة المقاتلة للجهاد ضد نظام القذافي، تحوّل بعد الثورة إلى واحد من أكبر أثرياء ليبيا، وأصبح يمتلك شركة طيران وقناة تلفزيونية، كما لعب دورا سياسيا وأمنيا عندما ترأس حزب “الوطن” وأصبح قائد المجلس العسكري في طرابلس، بحسب تقارير إعلامية.
يشار أن بلحاج أحد أبرز القيادات الليبية المطلوب اعتقالها من قبل مكتب النائب العام الليبي، بشبهة ارتكابه جرائم وزعزعة أمن واستقرار البلاد، وهو مدرج منذ 2017 على قائمة الإرهاب للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وكذلك على قائمة البرلمان الليبي.
عودة بلحاج فتحت المجال أمام تكهنات كثيرة حول أسباب السماح له بالعودة في هذا التوقيت، وما إذا كان سيدخل في تحالف مع رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، أو أنه يطمح لدور قيادي جديد في ليبيا، وهل ستفتح عودته الباب أمام رجوع رفاقه في الجماعة الليبية المقاتلة إلى البلاد؟
وتأتي عودة عبد الحكيم بلحاج في وقت تشهد البلاد انقسام بين حكومة الوحدة الوطنية المقالة من قبل البرلمان برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم مهامه إلى فتحي باشاغا الملكف من قبل البرلمان برئاسة الحكومة وقد عقد أولى الاجتماعات أمس الخميس في مدينة سبها جنوبي البلاد، فيما يمارس الدبيبة صلاحياته في العاصمة طرابلس.