الوعد الوحيد الذي وفا به الرئيس اللبناني ميشال عون أنه “أحرق بيروت”، وكان ذات يوم قالها:”بيروت احترقت ست مرات فلما لاتكون السابعة”، وسوى ذلك من وعود لم ينجز شيئًا.
ـ حكى بالإصلاح فخرّب ما بقي صالحًا في لبنان الفساد.
وحكى عن الاستقلال، فبات ذيلاً لإيران بواسطة تعلقه بـ “حزب الله”.
وحكى عن الحوار الوطني، فكان أن حمل الجميع الى عداوته، ففي الصف المسيحي هو خصم لسمير جعجع، وعلى خصومة مع آل الجميل، والغزال يرعى مابينه وبين سليمان فرنجية، ولم يبق له من المسيحيين صديقًا حتى بلغت به العداوات أن بات عدوًا لصهره الجنرال شامل ركز زوج ابنته كلودين.
وحكى في الحوار الوطني، وكان على عداو ة مكشوفة مع وليد جنبلاط، أما عن نبيه بري فبينهما ماصنع الحدّاد.
وهاهو اليوم يجدد الدعوة للحوار الوطني، وأي حوار وطني سيكون بين فرقاء، استعصى جمعهم في وزارة وقد اجتمعوا على الفساد؟
اللبنانيون كل اللبنانيين الذي لم يتفقوا مرة على أمر واحد، اتفقوا على خيبتهم من هذا الجنرال، وهذا هو وفي نهاية عهدة يستكمل كتابة تاريخه الشخصي، كما لو انه يدعو كل من ترحم على ميت أن لايترحم عليه هو شخصيًا، ومن لديه جرة فخار أن يكسرها وراء جنازته إن حدث وباغت الموت هذا الرجل، الذي لم يمت بعد، ولم تعد تليق بها الحياة.
ليس من الحقيقية ولا العدالة في شيء تحميله كامل انهيار لبنان، ولكن من العدالة والحقيقة اتهامه باستكمال الانهيار.
ليس من الحقيقة ولا العدالة تحميله وزر الفساد، غير أنه كان فاسدًا أقله بالغطاء الذي منحعه لصهره الفاسد وبطانته الفاسدين.
وليس من الحقيقة ولا العدالة القول بأنه قوّى ودعم وساند حزب الله، ولكن من الحقيقة والعدالة القول بأنه تابع لحزب الله وعازف من عازفي أبواقه، دون أجر من حزب الله ولا مغفرة من الله.
وهذا لبنان، والمرجح أن يغدو متوسط دخل الفرد فيه واحد دولار، تمامًا كما الحال في فنزويلا المنكوبة بالتشافيزية، وتمامًا كما الحال في سوريا المنكوبة بالأسدية، وكل القراءات تقول بأن الليرة اللبنانية لن تتوقف عن الانهيار حتى ترتفع قيمة ورقها عن قيمتها الشرائية ما يجعل اللبنانيون جامعو ورق كبديل عن جمع القمامة، ومازال الجنرال يحكي بلغة الجنرال، وهو جنرال بلا جيش، وجنرال بلا “ركاكيب”، وجنرال إن أطلق ترتد رصاصاته إلى الخلف.
لكل أمة مصيبتها، ولو لم يكن الأمر كذلك، كيف يغدو بلدًا من مثل فنزويلا بلدًا متسولاً وهو من أغنى بقاع الأرض.
ـ كيف تغدو سوريا بلدًا لايجد فيها الطير ما يأكله.
وكيف تغدو بيروت عروس المتوسط، عاصمة في طريقها للخلو من السكان؟