مرصد مينا- لبنان
أكد الرئيس اللبناني، “ميشال عون”، اليوم الاثنين، أنه “لن يستقيل، وسيقوم بواجباته حتى النهاية”، مشيرا إلى أنه “لن يهزه أحد، إن كان في موقعه، أو في حرصه على مواصلة ما بدأه في هذا الإطار”.
وخلال لقائه وفد “المجلس الوطني للتجمع من أجل لبنان في فرنسا”، رد “عون” على مطالبات تيار المستقبل وحزبي الكتائب والقوات باستقالته من منصبه قائلا: “لن أستقيل، وسأقوم بواجباتي حتى النهاية، وآمل أن تبدأ معي مرحلة إعادة إعمار لبنان نفسيا وماديا، على أن يستكملها الرئيس الجديد في وقت لاحق”.
كما لفت إلى أن “رئيس الجمهورية رغم ما خسره من صلاحيات، إلا أنه شريك في تأليف الحكومة مع رئيس الحكومة المكلف، وله أن يختار من بين الأسماء المطروحة في ظل ما يتمتع به من سلطة معنوية”.
وأضاف عون: “لن يهزني أحد إن في موقعي أو في حرصي على مواصلة ما بدأته في هذا الإطار”، مشددا على “عزمه على مواصلة محاربة الفساد”.
كما أعرب الرئيس اللبناني عن أمله في أن “نتوصل إلى الحد من الأزمة من خلال تشكيل حكومة جديدة في الأيام القليلة، رغم سعي البعض لعرقلة هذا التشكيل”، على حد تعبيره.
يشار إلى أن رئيس الوزراء اللبناني السابق “سعد الحريري”، كان طالب أمس الأحد، باستقالة الرئيس “ميشال عون”.
وكتب الحريري تغريدة على “تويتر” قال فيها، إن “مجزرة عكار لا تختلف عن مجزرة المرفأ”، في إشارة إلى انفجار مرفأ بيروت الذي قُتل فيه أكثر من 200 شخص يوم 4 آب/ أغسطس العام الماضي، مضيفاً أن “ما حصل في الجريمتين لو كان هناك دولة تحترم الإنسان لاستقال مسؤولوها، بدءاً برئيس الجمهورية إلى آخر مسؤول عن هذا الإهمال. طفح الكيل. حياة اللبنانيين وأمنهم أولوية الأولويات”.
يذكر أن لبنان يشهد منذ العام 2019 انهياراً اقتصادياً متسارعاً فاقمه انفجار مرفأ بيروت، الذي راح ضحيته أكثر من 200 شخص، وتفشي فيروس كورونا، فيما تعجز القوى السياسية على التوافق على تشكيل حكومة مهمتها إخراج البلاد من أزماتها.
وفجر أمس الأحد، قُتل 28 شخصاً على الأقل وأصيب نحو 80 آخرين بجروح جراء انفجار خزان وقود في بلدة التليل بمنطقة عكار الشمالية أثناء تجمع العشرات حوله للحصول على القليل من البنزين، في بلد يشهد أزمة نقص حاد في المحروقات، ولا يزال سبب اندلاع الانفجار مجهولاً.
وجراء الأزمة الاقتصادية الحادة التي صنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، بات 78% من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، بحسب الأمم المتحدة، فيما يحمل لبنانيون الطبقة الحاكمة مسؤولية الانهيار الاقتصادي وما مر عليهم خلال العامين الماضيين من أزمات، على رأسها انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020.
ومنذ استقالة حكومة “حسان دياب” بعد انفجار المرفأ، تحول الخلافات بين القوى السياسية دون تشكيل حكومة يشترط المجتمع الدولي أن تنفذ إصلاحات جذرية في مقابل تقديم الدعم المالي لإخراج لبنان من أزمته الاقتصادية.
وفي 22 أكتوبر الماضي، تم تكليف “سعد الحريري” تشكيل حكومة جديدة. إلا أنه اعتذر عن المهمة في 15 يوليو الماضي، بعد خلافات بينه وبين عون. وفي 26 يوليو الماضي، تم تكليف “نجيب ميقاتي” الذي ترأس حكومتين في 2005 و2011، تشكيل حكومة جديدة.