
مرصد مينا
يحل عيد الفطر لهذا العام على قطاع غزة في وقت تمر فيه المنطقة بظروف مأساوية لم يشهدها القطاع من قبل، وسط استمرارية الضربات الإسرائيلية العنيفة التي خلفت حمام دماء خلال الأيام الماضية.
وبين محاولات متواصلة لإحياء اتفاق وقف إطلاق النار، بدأ الغزيون الاحتفال بعيد الفطر الذي بدأ اليوم الأحد في الأراضي الفلسطينية، بينما يحدوهم الأمل في أن تنتهي هذه الحرب الدامية التي أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص في القطاع.
في صباح يوم العيد، أدى السكان صلاة العيد بين أنقاض المساجد المدمرة، وهم يتذكرون أحبائهم الذين سقطوا ضحايا الحرب، كثير منهم لم يتمكنوا حتى من دفن جثثهم نتيجة صعوبة استخراجها وسط الدمار الهائل.
ويُحكى عن وجود آلاف الجثث التي لا تزال تحت الأنقاض، ما يجعل الوضع أكثر مأساوية.
وفي ظل حصار خانق ومنع إسرائيل لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حاولت الأمهات الغزيات أن يضفن لمسات من الفرح لأطفالهن مع قدوم العيد، حيث صنعن بعض المخبوزات البسيطة في أفران تعمل بالحطب، بسبب شح الوقود التقليدي في الأسواق.
وفي الأسواق القليلة التي لا تزال تشهد حركة محدودة، كانت الحركة التجارية ضعيفة للغاية بسبب قلة البضائع وعدم قدرة معظم المواطنين، الذين اضطروا للنزوح أكثر من مرة، على شراء احتياجات العيد بسبب وضعهم المعيشي الصعب.
وفي آخر المستجدات الميدانية، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 10 على الأقل في الساعات القليلة الماضية، حيث استهدفت إسرائيل مناطق متفرقة في القطاع، بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي توسيع عمليته العسكرية البرية في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، قرب الحدود مع مصر.
وفي بيان رسمي، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 921 شخصاً آخرين في القطاع منذ استئناف إسرائيل غاراتها في 19 مارس الجاري
آمال في وقف الحرب
في ذات السياق، تستمر الجهود المبذولة من الوسطاء للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يوقف الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، ولو بشكل مؤقت.
وفي هذا الإطار، عادت جهود الوساطة التي بدأت في يناير الماضي، وشهدت بعض التقدم.
ومساء السبت، أعلنت حركة حماس أنها وافقت على مقترح جديد لوقف إطلاق النار قدمته الوسيطتان مصر وقطر.
من جانبها، قالت إسرائيل إنها قدمت “اقتراحاً مضاداً” تم تنسيقه مع الولايات المتحدة، التي تعتبر وسيطاً ثالثاً في المحادثات.
وكشفت تقارير إعلامية عن وجود خلافات كبيرة بين إسرائيل وحركة حماس بشأن بنود مقترح الهدنة.
وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إلى أن الخلاف الأول يتعلق بتركيز إسرائيل على وقف مؤقت لإطلاق النار، وهو يشمل إطلاق سراح الرهائن فقط، بينما تسعى حماس لإجراء مفاوضات تهدف إلى إنهاء الحرب بشكل كامل.
أما الخلاف الثاني، فيتعلق بالعدد المفترض إطلاق سراحه من الرهائن. إذ وافقت حماس على إطلاق سراح خمسة رهائن، من بينهم الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، بينما تصر إسرائيل على إطلاق سراح 10 رهائن على الأقل، بشرط أن يكونوا أحياء، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 50 يوماً.
وحالياً، يوجد 59 رهينة إسرائيلياً في قطاع غزة، منهم 24 فقط على قيد الحياة.
وفي خضم هذه التطورات، دعت مجموعة منتدى الرهائن الإسرائيليين إلى إعادة جميع الرهائن المحتجزين في غزة في وقت واحد، مطالبين بوقف القتال في القطاع بشكل فوري.